المحاريق يكتب: تهاني أبو دقة... طيب!

{title}
أخبار الأردن -

  سامح المحاريق

أحاول منذ الأمس تجاهل تصريحات تهاني أبو دقة على قناة العربية، ولكن هي جزء من المشكلة الفلسطينية بشكل عام، مشكلة عميقة وقديمة، فهي تتحدث عن جواز السفر الدبلوماسي الذي تحمله، وتشخصن مشكلتها لتطبعها على حالة كاملة تربط الأردن بفلسطين، بصورة تجعل الشجون تفيض لينفتح الحديث عن السوية التي تختار بها السلطة الفلسطينية رجالها وكوادرها، وخاصة على مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني الذي يمكن أن بدايتها كانت مع شخصين، ياسر عرفات، بوصفه المتحدث الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية قبل أن يكون زعيمها الأكثر تأثيرًا، وفاروق القدومي، والأخير تداخلت في شخصيته صورة المناضل مع الدبلوماسي، وكانت الغلبة دائمًا للمناضل فلا يمكن أن يعتبر خطابه في أي مرحلة دبلوماسيًا كلاسيكيًا.

تطلبت الثورة الفلسطينية في مرحلة الستينيات والسبعينيات وجود زخم لوجيستي كبير، واستغراق هائل في التفاصيل، وهو ما كان يعطي الفرصة لأصحاب القدرة على التحرك والتصرف وإزاحة أصحاب الرؤية والصوت الهادئ، وحول الزعيم عرفات ظهرت شخصيات "أمرًا وطاعةً" وكان هدفهم الوحيد هو الاتساق مع الشبكة المعقدة من الأفكار في رأسه، وليس التعامل مع السياقات الموضوعية للقضية الفلسطينية، ومع دخول السلطة الفلسطينية وجدت تحديات كثيرة مع الوعي العملي الذي تمكن الفلسطينيون من مراكمته خلال الانتفاضة الأولى، ووجد رجالها أنفسهم غير قادرين على ممارسة التوافيق والتباديل الكثيرة التي ابتدعتها المقاومة بالحياة والعيش في فلسطين ضد ممارسات الاحتلال الاقتلاعية.

للأسف، شهوة الشخصنة أخذت الوزيرة الفلسطينية السابقة لاستفزاز الأردن التي تعتبر الحليف التاريخي والعضوي للفلسطينيين في جميع المسارات وعلى اختلاف الظروف وتتابع الأزمات، وما تحدثت به كان يمكن أن تنقله لوزير الخارجية الأردني بصورة مباشرة أو من خلال وزير الخارجية الفلسطيني، ولا أعتقد أن أبو دقة التي أخذت تتحدث عن ذاتها المتضخمة قدمت في الأزمة الأخيرة ما قدمه أيمن الصفدي المتفرغ تقريبًا للملف الفلسطيني وضغوطاته الكثيرة.

لنفترض أن موظفًا أخطأ في التقدير، فهل تكون تصفية الحساب مع سياق عام، خاصة وأن معظم تنقلات السلطة وكوادرها تجري عبر الأردن، وتقريبًا لا توجد مثل هذه الشكاوى، وحتى مع بعض رجال السلطة الذين أعلنوا أحيانًا مواقفًا لم يجدها الأردن مناسبة.

الوزيرة لم تكن موفقة، والمنصب يبدو أنه كان لسيرتها الذاتية، وبالتأكيد ليس لقضية فلسطين بكل تعقيداتها وصعوباتها.

 


 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير