الداوود يكتب: (3) خطابات أكدت «المؤكّد»

عوني الداوود
ثلاث خطابات مهمّة صدرت يوم أمس (أكدت) الموقف الأردني (المؤكّد) الثابت والراسخ والصريح، تجاه ثوابت لم ولن يتجاوزها.
مواقف لطالما أكّدها جلالة الملك عبدالله الثاني، تتعلق بالأردن وعلاقته التاريخية المتجذرة بالقضية الفلسطينية بكل تفاصيلها، سواء المتعلقة بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، أو غزة، أو الضفة وعموم فلسطين. فلا أحد يزاود على الموقف الأردني، وما قدّمه ويقدّمه الأردن لفلسطين، دون منّة، بل لعلاقة تشهد عليها دماء الشهداء من الأردنيين الأطهار الذين جُبِلت دماؤهم الزكيّة بتراب فلسطين الطهور.
الأردن.. وخصوصًا في الأزمات والمنعطفات والملمّات الصعبة، يظهر بصورة أوضح ممّا قد يتخيله كثيرون.. دولًا كانوا أو مؤسسات أو أفرادًا، فهم جسد واحد كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضًا.. الكلّ خلف القيادة الهاشمية.. الكلّ مع جلالة الملك.. الكلّ مع الجيش العربي المصطفوي وأجهزتنا الأمنية الباسلة.. شعب واعٍ مدرك لأخطار المرحلة، لا تكدّره الدلاء، كالطّود العظيم لا تهزّه رياح فتن «السوشيال ميديا» مهما حاول المغرضون من أعداء الأردن وفلسطين والأمة أن يصطادوا في الماء العكر.
ثلاث تصريحات - أو خطابات - مهمّة صدرت بالأمس عن ثلاثة مسؤولين (أكدت المؤكّد)، وكل خطاب يكمل المشهد الأردني المتطابق والمتجانس تجاه ما يُحاك ضد الأردن وفلسطين.
الخطاب الأول - (موقف الحكومة):
هو الموقف الرسمي للدولة الأردنية، والذي عبّر عنه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أيمن الصفدي، في إحاطة له خلال جلسة مجلس النواب يوم أمس، أكد فيها مواقف الأردن الثابتة والراسخة، والتي لخّصها على النحو التالي:
1. «ثوابتنا واضحة.. وقالها جلالة الملك غير مرّة: الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين، وحل القضية الفلسطينية على التراب الفلسطيني».
2. «كل الكلام عن الوطن البديل، كما أكد جلالة الملك عبدالله الثاني، مرفوض ولن نقبله».
3. «لا للتهجير.. ولا لأي حل للقضية الفلسطينية على حساب الأردن أو على حساب حق الشعب الفلسطيني في وطنه وحريته وسيادته وكرامته على أرضه».
الخطاب الثاني - موقف (الشعب):
عبّر عنه ممثلو الشعب «مجلس النواب» في الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي خلال ترؤسه جلسة النواب، وملخصها النقاط التالية:
1. المجلس، وباسم «أبناء الشعب الأردني»، يرفض كل محاولات تهجير الفلسطينيين.
2. «الأردن لن يكون وطنًا بديلًا».
3. «هذا الوطن الذي قدم التضحيات وصبر على الجراح والأذى والنكران، سيصمد في وجه التحديات مهما اشتدت وتعالت».
4. «لا أحد يملك حق تقرير مصير فلسطين، إلا شعبها الصامد».
5. «لا للتهجير، لا للوطن البديل، فلسطين للفلسطينيين، والأردن للأردنيين».
الخطاب الثالث - (عقيدة راسخة):
عبّر عنها سماحة وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة، خلال احتفال الوزارة بذكرى الإسراء والمعراج يوم أمس، والذي رعاه، مندوبًا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، سمو الأمير هاشم بن الحسين.. هذه الذكرى التي تأتي في وقت يتعرض فيه المسجد الأقصى، مَسرى نبي الأمة، لاقتحامات واعتداءات إسرائيلية.. لتؤكد ذكرى الإسراء والمعراج موقف الأردن الثابت و»المؤكّد» تجاه المقدسات في قدس الأقداس، وأهمية الوصاية الهاشمية عليها.
وزير الأوقاف بالأمس «أكد على المؤكّد» بالمحاور التالية:
1. «من ظنّ في يوم من الأيام بأن المسلمين سيتنازلون عن شبر من أرض المسجد الأقصى، فهو واهم لا يعلم حقيقة هذا الدين».
2. «المسلمون عبر تاريخهم قدموا الغالي والنفيس دفاعًا عن المسجد الأقصى المبارك منذ العهدة العمرية، وصولًا إلى تحريره في عهد صلاح الدين الأيوبي، ثم استبسل الجيش العربي في الدفاع عنه، وقدم الشهداء على أسواره، وما زالت قبورهم شاهدة على تضحياتهم».
3. «الوقوف صفًّا واحدًا خلف القيادة الهاشمية في التصدي لمحاولات النيل من المقدسات الإسلامية، وأبرزها الهجمات الشرسة على المسجد الأقصى المبارك».
باختصار:
1. الأردن، قيادة وحكومة وجيشًا ونوابًا وأعيانًا وشعبًا، صف واحد، دفاعًا عن الأردن، أمنه واستقراره، ودفاعًا عن فلسطين وحق الشعب الفلسطيني بحياة حرة وكريمة في دولته وعلى ترابه، ودفاعًا عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في قدس الأقداس.
2. في الوقت الذي يحرص الأردن فيه على علاقات وطيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ودول العالم، فإنه لا يساوم على ثوابته ومواقفه الراسخة والثابتة، ولا على قضايا الأمة، وبالأخص القضية الفلسطينية.
3. لطالما تعرض الأردن لتحديات، ولكنه دائمًا قادر برعاية الله وحفظه على تجاوزها، وبحنكة قائد المسيرة، ومن حوله كافة أركان الدولة والشعب الوفي.. جسد واحد.. جبل لا تهزه الرياح مهما كان مصدرها.