الشقران يكتب: الحل بالسلام العادل وليس التهجير

{title}
أخبار الأردن -

   د. خالد الشقران

لطالما كان موقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية ثابتًا وواضحًا: الأردن ليس وطنًا بديلاً للفلسطينيين، ولن يكون كذلك في أي وقت من الأوقات.

هذا الموقف ليس مجرد بيان سياسي، بل هو التزام تاريخي يرتكز على مبدأ العدالة والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فالأردن، الذي يشترك مع فلسطين بتاريخ طويل من النضال، يرفض أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية أو إخفاء حقوق الفلسطينيين تحت أي ذريعة.

وعلى ارض الواقع فإن الاردن الذي شكل عبر تاريخه ملاذاً آمناً لكل الاشقاء الذين فروا إليه من ويلات الحروب والاضطهاد لا يمكنه اليوم وبحكم الضغوط الكبيرة اصلا على موارده وبناه التحتية جراء فائض اللاجئين المتراكم لديه عبر موجات الهجرة المتتالية التي استقبلها، ان يستوعب المزيد من اللاجئين وان يتحمل المزيد من الاعباء متعددة الجوانب المترتبة على وجودهم.

الشعب الفلسطيني من جانبه لا يمكن أن يتخلى عن أرضه، ولن يخرج منها مهما كانت الضغوط أو التهديدات. ففلسطين بالنسبة له ليست مجرد أرض، بل هي هوية وتاريخ ومصير مشترك، وستظل تحت سيطرة أبنائها إلى أن تتحقق لهم حقوقهم المشروعة. الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكًا بارضه ولن يتنازل عن شبر منها، لا بالترغيب ولا بالترهيب، فهو متمسك بحقوقه ولن يتوقف عن النضال لتحقيق حلمه في الحرية والعدالة.

وفي هذا السياق فإن هناك من يعتقد أن محاولات فرض حلول مؤقتة أو تجميلية قد تنهي المسألة وتحل الصراع، الا انها في الحقيقة لا تُمثل أي حل جذري أو عادل، صحيح أن الولايات المتحدة باعتبارها القوة العظمى المهيمنة وتملك القدرة على طرح المبادرات وممارسة الضغوط السياسية، لكنها لن تتمكن أبدًا من محو شعب كامل وقضيته العادلة، فعلى الرغم من كل ما مارسه الاحتلال بدعم من بعض القوى الدولية الفاعلة من قتل وقمع وتدمير ممنهج واساليب اقصاء لم يشهد التاريخ لها مثيلا من قبل، الا ان الشعب الفلسطيني لم ولن يتوقف عن المطالبة بحقوقه ?لمشروعة وفي مقدمتها انهاء الاحتلال وصولا إلى هدفهم في إقامة دولتهم المستقلة.

ومن المهم ايضا أن يدرك المجتمع الدولي أن القضية الفلسطينية ليست مجرد نزاع إقليمي قابل للحل بتسويات سطحية، بل إنها قضية حقوق إنسان، ترتبط بحياة شعب كامل ونضاله المستمر من أجل الحرية والاستقلال. ولذلك، فإن أي حل لا يعتمد على أساس العدالة الشاملة لن ينجح ولن يجلب السلام الدائم، فالحل الوحيد لهذا الصراع هو السلام العادل والشامل الذي يُضمن من خلاله قيام دولة فلسطينية مستقلة.

إن حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يحظى بتوافق دولي ويعكس إرادة شعوب المنطقة باكملها في التعايش بسلام وأمن. هذا الحل لا يمكن أن يتحقق إلا عبر الالتزام بحقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم على ترابهم الوطني، ففلسطين ليست أرضًا قابلة للتفاوض أو التصفية، وحقوق الفلسطينيين تاريخية ومشروعة، ولا يمكن لأي قوة أن تزيلها أو تنكرها.

في الخلاصة وبحكم تجارب التاريخ التي تؤكد بشكل قاطع ولا لبس فيه «أن كل احتلال الى زوال»، فقد آن الاوان لأن يعترف المجتمع الدولي بأن هذا الصراع لا يمكن حله بالتهجير ولا بالقتل والتدمير بل بتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، وأن أي حل لا يستند إلى أساس حل الدولتين سيظل غير قابل للتحقق، وستبقى القضية الفلسطينية قضية حق وحرية، ولن تنعم المنطقة بالامن والاستقرار ولا بالسلام إلا بعد أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية.

 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير