داودية يكتب: تحريف أم تزييف ؟!
محمد داودية
وإن مما يستدعي الاستغراب والسؤال، إثارة شؤون تنظيم غير أردني، من نواب أردنيين، في مجلس النواب الأردني، ومحاسبة وزير أردني، علي تصريحاته، حتى لو لم يتم اقتطاعها من سياقها !!
تصريح وزير خارجيتنا اليقظ أيمن الصفدي في دافوس ليس جديدًا، واستهداف أيمن الصفدي ومن يمثل، مفتعلٌ لا نقبله ولا نسمح به، والتذكير فأيمن الصفدي وزير خارجيتنا الخبير الذرب ما غيره، الذي وقف في طليعة المدافعين عن حقوق شعبنا العربي الفلسطيني، في الأمن والحرية والاستقلال والدولة المستقلة.
وما قاله الرجل، يقع في صميم مصلحة شعبنا العربي الفلسطيني. وهو تصريح قانوني ينسجم مع متطلبات استقرار الدولة الفلسطينية المنتظرة، ومن شروط الاعتراف الأممي بها.
من البدهيات ان وحدة السلاح وحصريته، هي دائمًا بيد الجيوش في كل دول العالم، وتحت علم الدولة. وقرار استخدامه من أعمال السيادة والأمن والاستقرار !!
صيغتا: «الدولة داخل الدولة»، أو «الدولة فوق الدولة»، هما وصفتا حرب أهلية وقتال وفوضى.
لا توجد دولة في العالم يظل السلاح فيها خارج قرار الدولة، أو يظل قرارا الحرب والسلم فيها خارج مسؤوليتها وسيادتها.
حصر السلاح بيد الدولة وجيشها الوطني هو ما يتم في لبنان الآن، بإذعان وانصياع نماريد ووكلاء نظام الملالي التوسعي.
وهذا المتطلب البدهي، هو متطلب استقرار الدولة السورية اليوم، وإذا لم يتحقق، فسيكون سببًا في قتال دموي وسقوط ضحايا مدنيين، وسينتهي آخر النهار بتدخل أجنبي وبفض ازدواجية السلاح والقرار والسيادة، وبسيطرة الدولة المركزية.
لا مناص من حسم وإنهاء الصيغة الهجينة: «دولة داخل الدولة»، كما هو الحال الشاذ الآن في العراق واليمن والسودان وليبيا وسورية، الذي تغذيه وتموله وتقف خلفه عدة أنظمة أبرزها نظام ملالي إيران التوسعي.
أرى أن سؤال وزير خارجيتنا في مجلس نوابنا، عن هذا الشأن غير الأردني، ليس أصوليًا، وسيكون التعامل معه والرد عليه غير أصولي أيضًا.
هذه أسئلة مقبولة من ممثل حركة حماس، لكن طرحه من نائب أردني، إذا لم يكن مكلفًا من حماس -كي لا أقول متزلِّفًا لها- هو تدخل في شؤون حماس !!
أيمن الصفدي وزير خارجية الأردن، كان مجاهدًا حقيقيًا، ومدافعًا حقوقيًا عن دولة الشعب العربي الفلسطيني المنتظرة، ونال إعجابًا ومديحًا مستحقين.
فما الذي جرى يا ترى؟!