النعيمي يكتب: الدبلوماسية الأردنية.. الضفة الغربية الآن

{title}
أخبار الأردن -

  خلدون ذيب النعيمي

يأتي تحذير جلالة الملك عبدالله الثاني من خطورة الأوضاع الحالية في الضفة الغربية خلال اتصاله الهاتفي مع مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز من إدراك الدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالته أن ما يجري من عدوان إسرائيلي مدجج على مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية سيكون له تبعاته في زيادة تأزيم الوضع المتأزم أصلاً والذي لم يلتقط أنفاسه بعد العدوان الإسرائيلي الدامي على قطاع غزة الذي استمر 15 شهراً، وهنا يدرك الأردن ان الضفة الغربية في عين الهدف الإسرائيلي بعد الفشل الذريع في تحقيق أهداف الحرب على غزة، وهو الهدف الذي لا يفتأ أزلام التطرف الإسرائيلي من تأكيده حتى قبل هجوم السابع من تشرين الأول 2023م وأصبح تأكيد هذه المخططات بمثابة تعويض عن الرضوخ لقرار وقف اطلاق النار، فضلاً عن اعتباره بمثابة الهروب للأمام من قبل رئيس حكومة الأحتلال للإفلات من الطلبات القضائية واستجوابه حول هجوم السبت الأسود الإسرائيلي.

كان لنجاح الدبلوماسية الأردنية في فضح اهداف ومألات العدوان الإسرائيلي على غزة في مختلف المحافل الدولية، فضلاً عن تسخير اتفاقية السلام لتسيير الأساطيل الضخمة وعمليات الانزال الجوي لمساعدة الأهل في قطاع غزة دوراً كبيراً في الامتعاض الإسرائيلي في مختلف اتجاهاته الذي تبرزه منصاته الإعلامية، وتعي هذه الدبلوماسية أن صانع القرار الإسرائيلي لا يرضخ للمناشدات وكلام العقل بقدر رضوخه لحساب الربح والخسارة المباشرة في قراراته وهو الأمر الذي ابرزه موافقته على اطلاق النار بالنظر لخسائر جنوده الكبيرة خلال عدوانه،والضغط المحلي بشأن أسراه في غزة فضلاً عن أدراكه أن سياسة الشيك المفتوح الأميركية مع قدوم ترامب لا يمكن التعويل عليها مع خسائر الاقتصاد الإسرائيلي منذ بداية الحرب في غزة، ومن هنا يأتي التواصل الدائم للدبلوماسية الأردنية مع اركان الإدارة الأمريكية الجديدة في هذا المضمار.

تغيير اتجاه فوهة العدوان الإسرائيلي من غزة الى الضفة الغربية يدركه الأردن جيداً بان ذلك لن تكون أثاره على الضفة الغربية المحاذية لحدوده فقط وذلك في ظل التصريحات الترانسفيرية لجوقة التطرف الإسرائيلية، وأمام ذلك يؤكد الأردن ان لا مساومة ومهادنة في معركته لمواجهات هذه المخططات وبالتالي لن يعول على أي تطمينات من أي جهة حول ذلك، سيما مع بيان التجاذبات الداخلية الفلسطينية فيما يجري والتي برزت في ظل الانقسام الحاصل وهو الأمر الذي يشكل تعزيزاً لخطورة هذا الانقسام في الجبهة الداخلية الفلسطينية التي تعتبر خط الدفاع الأول ضد المخططات الإسرائيلية.

في الوقت الذي حققت فيه الدبلوماسية الاردنية نجاحات مشهودة، فبالإضافة للملف الفلسطيني كان هناك النجاح الكبير في الملف السوري فكان الأردن أول دولة عربية والثاني بعد تركيا في احتواء التغييرات الاخيرة والتواصل مع الادارة السورية الجديدة بما يضمن مصالح البلدين، ومن هنا فمعركة الدبلوماسية الاردنية بما يجري في الضفة الغربية مستمرة بالثوابت الوطنية من خلال مواجهة المخططات الإسرائيلية فضلاً عن محاولة رأب الصدع الداخلي الفلسطيني خدمة لمصالح الشعب الفلسطيني والمصالح الوطنية الأردنية العليا بالنظر للاحترام الذي يحظى به الأردن من قبل كل الأطراف وهي أهل لها بلا شك.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير