زوانة يكتب: الأردن: جاهزية مطلوبة

{title}
أخبار الأردن -

 

زيّان زوانة

تحتاج إسرائيل إلى استدامة وجودها ووحدتها الداخلية، ولتحقيق ذلك تعمل على استغلال الخطر العربي الفلسطيني الخارجي من خلال إشعال حروب لا تنتهي. اليوم، وبعد هدنة بواسل غزة، يحتاج نتنياهو وائتلاف حكومته إلى معركة جديدة تبقيهما في المشهد السياسي، خاصة مع تزايد الرفض الداخلي والخارجي لهما بعد فشل أهداف حربهما الهمجية على غزة.

لذلك، نرى الاحتلال ينقل المعركة إلى مخيم جنين وجنين نفسها، وربما يمتد إلى القرى والبلدات المجاورة، وقد يصل التصعيد إلى المدن القريبة مثل طولكرم وبلداتها، وربما نابلس. هذه التحركات تأتي في سياق حاجة الحكومة الإسرائيلية الحالية إلى تصعيد المواجهة، خاصة أن معركة الضفة الغربية تُعدّ أسهل على جيش الاحتلال مقارنة بغزة ولبنان بسبب ظروف معروفة.

ما يجعلني أعتقد أن لدى الحكومة الأردنية خطة ديناميكية وجاهزة للتعامل مع تطورات معركة الضفة الغربية، واستعدادًا لمواجهة أي تصعيد مع المحتل. قد تكون هذه الخطة مشابهة لما قام به الأردن أثناء العدوان على غزة، حيث شارك قيادة وشعبًا في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، سياسيًا ودبلوماسيًا وإعلاميًا وإنسانيًا. وطالب بوقف العدوان، بالإضافة إلى إمداد غزة بالمساعدات الإنسانية ليكون شريكًا في النصر، عندما صمتت المدافع وتدفقت قوافل المساعدات.

لكن في الوقت نفسه، قد تختلف خطة الأردن في التعامل مع الضفة الغربية عن تلك التي اتبعها مع غزة، سواء بحكم الضرورة أو بحكم الظروف الجغرافية والتاريخية والديموغرافية. فالضفة الغربية المحتلة كانت جزءًا من المملكة الأردنية الهاشمية، بحكم الدستور الأردني والقوانين الدولية، وهو ما يفرض على الشعب الأردني الالتفاف حول قيادته، والاستعداد الكامل على جميع المستويات.

هذا الاستعداد يتطلب وعيًا بالمتغيرات، خاصة مع إدارة أمريكية جديدة منشغلة بأولوياتها، ومع ضعف أو حتى فشل مؤسسات المجتمع الدولي في مواجهة التحديات الراهنة.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير