جانبيك يكتب: منظومة القيم الأردنية: لماذا يقتل الأب أبناءه؟

{title}
أخبار الأردن -

  زهدي جانبيك 

إلى دعاة العفو العام:  

بالأمس، رمى الأب طفلته (غلا) البالغة من العمر خمس سنوات، وابنه محمد البالغ من العمر ثمانية أشهر في السيل... نعم، رماهما في السيل دون أي رحمة، وهو بكامل قواه العقلية كما أفاد بنفسه.  

وغدًا، سيتدخل فنجان القهوة لإسقاط الحق الشخصي، وسيخرج الأب من الموضوع بأول عفو عام... نعم، بأول عفو عام.  
وحينها، أرجوكم لا تسمعونا عويلكم وصياحكم وصريخكم على موت القانون وهيبته؛ فأنتم من أضعفتم القانون وهيبته. أنتم: من طالب بالعفو، ووقع عريضة العفو، وسن قانون العفو، وصادق عليه، ونفذ قانون العفو. كلكم شركاء.  

إليكم مثالًا بسيطًا من جرائم القتل التي تم اكتشافها خلال آخر خمس سنوات: أحدها لأب شك في أن ابنه على علاقة بزوجته الثانية، فأخذ سكينًا وقطع رأس ابنه، ثم اشترى منشارًا وقطع جثته إلى أجزاء صغيرة ورماها على جوانب الطرق لتأكلها الكلاب.  
تم القبض عليه بعد ثماني سنوات من ارتكاب الجريمة، وحُكم عليه بالإعدام شنقًا. ولكن، بسبب شموله بقانون العفو العام سنة 2019، تم تخفيض الحكم إلى الأشغال الشاقة لمدة 15 سنة، وبسبب إسقاط الحق الشخصي بفنجان قهوة، تم تخفيض المدة إلى سبع سنوات ونصف، أمضى منها حتى الآن ثلاث سنوات.  
وعلى أول عفو قادم، سيكون قاعدًا بين بقية أولاده... ليجد أن قتله لأي منهم لن يكلفه سوى سنتين حبس.  

انبسطوا واستمروا، فهذه دولة المؤسسات والقانون.  

- أب يقتل ابنه العشريني بثلاثة أعيرة نارية ويصيب زوجته (2025).  
- جريمة مروعة أخرى في الأردن.. أب يقتل ولديه بسبب "خلافات مالية" (2022).  
- الأشغال المؤبدة لنائب عام قتل زوجته وابنه (2023).  
- أب يقتل ابنه في لواء ناعور (2024).  
- أردني ينحر ابنه ويقطّع جسده بمنشار (2023).  
- أب يقتل ابنته رميًا بالرصاص في الشارع العام جنوبي عمان (2024).  
- أردني يقتل ابنته لتدني درجاتها الجامعية (2021).  
- أب يعذب أولاده ويفلت عليهم الكلاب.. ويقتل طفلتيه (2023).  
- أب يطلق النار على ثلاثة من أبنائه ويقتل أحدهم (2022).  
- أب يقتل طفلته خنقًا ويصوّر الجريمة لإغاضة زوجته (2024).  


عندما قلت إن الدولة بكافة أركانها يجب أن تقف على ركبة ونصف بسبب جريمتي حرق المسنين وإغراق الأطفال، لامني البعض قائلين: "شو دخل الدولة؟".  

وأجيبهم: الدولة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن انهيار منظومة القيم المجتمعية في الأردن. انهيار المنظومة هو السبب في حدوث هذه الجرائم البشعة.  

ففي عام 2012، دعا الملك إلى "تعزيز منظومة القيم لمعالجة العنف المجتمعي من خلال نظرة شمولية وجهد كبير من جميع الأطراف لأن هذه الظاهرة مقلقة لكل مواطن أردني، وتهدد قيمه النبيلة".  

وأرجع ذلك إلى:  
- تراجع مستويات الثقة بين أفراد وجماعات المجتمع.  
- ازدياد مشاعر الكراهية بين الناس.  
- غياب العدالة والإنصاف.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير