نتنياهو وإشعال الضفة
كل حروب إسرائيل من أقرب ساحة إلى أبعدها هدفها المركزي الضفة الغربية.
الدمار الشامل والقتل الجماعي حد الإبادة يجري في غزة، أما ما يجري في الضفة وإن كان الدم والدمار أقل، فالخطر على مستقبلها أكبر وأشد.
نتنياهو وجنرالاته يضعون الخطط لعمليات دفاعية وهجومية كما نشر باسمه، وكأنه بقي عمل هجومي لم يفعله، ولم يفعله اسلافه على مدى العقود التي تم خلالها احتلال الضفة واستيطانها وارتكاب المجازر فيها.
غير أن الذي لم ينتبه له نتنياهو هو أنه وأسلافه خاضوا حروباً دفاعية وهجومية على الضفة وأهلها، ولم يتمكنوا من تحقيق هدف إخضاعها وإخماد جذوة المقاومة الفعالة التي يمارسها الناس بصمودهم العنيد وتمسكهم القوي بكل ذرة تراب من أرض وطنهم.
غير أن ما ينقص الضفة وهي المصممة على الصمود والمقاومة، هو الدعم والإسناد الذي تستحقه من أمتها العربية، وكأن نموذج غزة المأساوي بصدد أن يعمم على كل مدينة وقرية وحي فيها.
الفلسطينيون في الضفة بصمودهم واستحالة مغادرتهم الوطن مهما فعل الاحتلال هجوما ودفاعا كما يقول نتنياهو، لن يغادروا لا في هجرة طوعية ولا قسرية، ويقينهم أن من سيغادر حتما هو الاحتلال وقطعان مستوطنيه، هذا هو درس الشعوب التي احتلت وتحررت، وشعب فلسطين لن يكون استثناءً عن هذه القاعدة.
ولكن مبدأنا وهدفنا صمود على أرض الوطن مهما كان الثمن، وهذا ما لا تستطيع قوة إسرائيل الغاشمة النيل منه.
رأي مسار