محمد راتب النابلسي

{title}
أخبار الأردن -

 

عبدالهادي راجي المجالي 

عاد الشيخ محمد راتب النابلسي إلى سوريا , عاد للمسجد الذي كان يصلي به ..وللمدرسة التي كان يلقي بها دروس العلم على تلاميذه , وللحارة التي أحبها ومشى في أزقتها , وابتسم للخلق ..

أحببت هذا الرجل من قلبي , فحين ضاق به الأثير السوري وضاق به تراب سوريا ..وضاقت حتى الشوارع به , فتحت عمان له قلبها ..وأنا شخصيا كنت أطارده في الإذاعات , واستمع لما يقول ...واستمع أيضا لحديثه الوسطي ولغزارة علمه وحبه للناس .... كنت أتمنى أن نبلغ وسطيته واعتداله , وأن نحظى ولو بالقليل من الحب الذي يحظى به .

ما زلت أتذكر رمضان , وكيف تتهافت الصبايا على دروسه , والنساء في المنازل كيف تدير أقراص الراديو على مواعظه ...والفتاوى التي يقدمها . والشباب الذين ارتضوا دروب الصلاح , كيف كانوا يتقاطرون على محاضراته .

لم يأت محمد راتب النابلسي إلى الأردن لاجئا , هل يلجأ الإنسان إلى وطنه ؟ جاء حاملا بضاعة لا تبور وهي العلم ..وأحبه الناس على تلك البضاعة , وأتذكر أنه ذات يوم أدخل المستشفى في عمان نتيجة وعكة صحية , كان الورد قد جاء من كل مكان ..ووضع على باب غرفته , حتى المرضى في المستشفى كانوا يزورونه .

أول ظهور لشيخنا محمد راتب النابلسي بعد العودة كان في قناة الجزيرة , تحدث عن الإعلام وتحدث عن النصر ..تحدث أيضا عن الصبر , وذرف بعض الدموع شوقا وربما فرحا بعودته لوطنه ..

أن تحمل عمان بين يديها محمد راتب النابلسي بعد مغادرته لسوريا أثناء اندلاع الثورة فيها كل هذه السنوات..لايقع في إطار المنة ولا الجميل , ولكنه يقع في إطار الواجب الديني والقومي ..ويقع في إطار احترام العلم ...ولكن السوري حين كان يعود لوطنه عبر معبر درعا بعد سقوط النظام ..وتلتقيه الفضائيات ..كان يدير رأسه للجنوب صوب عمان ...ويعلن عن حبه للناس هنا للأردن الوطن الجميل , كان يقول أن الشكر لايكفي ...وتشعر من كلامه أنه عاد لوطنه لكنه ترك قلبه هنا .

استغربت من كبير العلماء , أنه لم يتذكر عمان ولو بكلمة واحدة ...لم يطلق تصريحا للناس الذين أحبوه هنا , وللإذاعات التي تهافتت على استضافته ..للمؤسسات , للمساجد ...وللشباب الذين كانوا يستقبلونه بالحب والقبل ..

هل نسيتنا يا شيخنا الجليل ؟ ...نحن على الأقل لن ننسى مواعظك وخطبك وحضورك بيننا .

الرأي

 


 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير