عام جديد ام سنة جديدة؟

{title}
أخبار الأردن -

 

م.غسان عامر

ذهبت لعملي بآخر أيام هذه السنةِ المقيتة فرحا، لا بعام جديد بل بيوم عطلة في وسط الأسبوع، وكان يوم الثلاثاء متنكر بالخميس، ليهنئني أحد أصدقائي قائلاً " هابي نيو يير "؛ فجلست أتمعن بتلك الثلاث كلمات والتي تعني بالعربية " عام جديد سعيد " أوْ " سنة جديدة سعيدة " فهل هي حرام حقا كما يشاع؟

هابي " سعيدة " 
يمكن وصف السعادة والفرح بشعوري اليوم حول الثلاثاء المتنكر بالخميس، بعد أن تم تصنيفنا كعالم ثالث، بتنا نفرح بيوم الراحة ولا نتطلع لآمال جديدة، فالجميع يسعى وراء لقمة العيش، لا مزيد من الأحلام ولا آفاق مختلفة، فقد نجحوا بأن يشغلوا تفكيرنا باليوم الذي نعيشه " شو ناكل اليوم؟ ويمر يومنا بستر ربنا، ونمجد اللي بحققولنا الأمان " لا بل الخوف الذي جعلنا نفكّر بأنها متطلبات شخصية لا واجبات إنسانية ومن ثم أطلقوا علينا لقب " العالم الثالث "، فهل بخزينا نستحق الفرح؟

نيو " جديدة "

والجديد يمكن نعته بشي مختلف يحصل للمرة الأولى أو يتم رؤيته لأول مرة، فعالمنا العربي عاش أكثر من سنة شاهدا على إبادة جماعية، وها هيَ السنة الجديدة تدخل علينا وما زالت الإبادة مستمرة والعالم صامت يتابع بتمعن وكأنهم ب " لعبة الحبار " فمع زيادة عدد الشهداء، تزداد امتيازات الدول الداعمة للكيان أو الصامتة عن إرهابهم. 
وبعد أن بحثت بشتى المجالات عن جديد على عالمنا العربي من ديموقراطية، قرارات إيجابية او طفرة علمية فلم أجد شيء. كدت أنسى، بالحقيقةِ فإنني وجدت شيء تجدد ألا وهو الجمل التي نقولها، فمثلاً " ما حد بموت من البرد " بل توقفت قلوب أطفال بغزة من شدة البرد، وبعالمنا العربي أصبحت النار ألعاب نحتفل بها، " الدم ما بصير مي وانا وأخوي على ابن عميِ " ويا ليته أصبح ماءً لنسقيهم؛ فهم عطشى، وبصراحة الجديد هنا هو " أنه ما عنا دم أصلاً " ولم نقف مع إخوتنا بوجه أبناء عمومتنا كما يُشاع، " ما حد بموت من الجوع " بل ماتو، لا لم يموتوا فقد استشهدوا " والشهداءُ أحياءٍ عندَ ربهمْ يرزقونَ "، حتى هذه ليست بجديدة، فما الجديد الذي يستدعي الاحتفال إذن؟

يير " سنة / عام " 
وبالرَّغم من أنَّها كلمة واحدة بالإنجليزيَّة إلَّا أنَّها تعني الكثير بالعربيَّة وحسب المعنى القرآنيِّ " ألف سنة إلَّا خمسين عامًا "، فالعام هو الَّذي يمرُّ علينا بسعادة وهناء بلا شقاء أو تعب، وواضح جدًّا أنَّها لا تشبه عالمنا العربيَّ، أمَّا السنة هي تلك الَّتي تناسبنا بما تحمل من ظلم وقهر، فهل 2025 سيكون عام جديد أو سنة جديدة؟

بالختام وبعد تمعُّن بحالنا أيقنت بأنَّ الاحتفال هذه السَّنة حرام ليس شرعًا، بل حرام علينا بضعفنا وهواننا، فإنَّ لم نتغيَّر، فلا نستطيع أن نغيِّر. ثمَّ نظرت لصديقي متردِّد على أنَّ اتفأئل واقل له عام جديد سعيد، أم استسلم للأمر الواقع بحالنا واقل سنةً حزينةً لا جديد بها؟ ولأنَّنا تأقلمنا مع الصَّمت المخزي بهذه السَّنة؛ بقيت صامتاً. 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير