ترامب يطلق حملة "الصدمة والترويع"

إبراهيم القعير

لم يعد هناك من يثق في تصريحات ترامب بعد فوزه بالمال السياسي. ولا حتى بما يظهره الآن من مشاعر. العالم أصبح يدرك أنهم ضد الإنسانية، بلا أخلاق وضمير، وأن نشر الديمقراطية مجرد أكذوبة. عندما استخدموا الفيتو في مجلس الأمن عدة مرات ضد قرار وقف الحرب على غزة الذي وافق عليه العالم أجمع، وعندما أسقطوا الأسلحة المحرمة دوليًا على أطفال ونساء غزة، تبيّن أن هذه القوى لا تبالي بالأرواح البشرية.

مرت سنة وثلاثة أشهر من القتال في غزة، ورغم كل تلك الجهود، لم يحققوا أي هدف، بل إن رهائنهم لا يزالون بيد أبطال غزة. ترامب هو مرتزق، وهو يعلم ذلك جيدًا؛ فهو قادم من عالم المال، مشبع بالفكر البراغماتي الذي يعتبر أن الصداقة والعداوة ليسا دائمين، وأن جميع ارتباطاته تُحدد بالمصالح دون النظر إلى الإنسانية أو الأخلاق أو الضمير.

ومعظم تغريداته توحي بالانهزامية، الضعف، والفشل. فشلوا في غزة، واليمن، وأوكرانيا، وأفغانستان. لذلك، اتفق هو وفريقه الرئاسي على إطلاق حملة تطغى عليها "الصدمة والترويع". لهذا هم يمهدون لعاصفة في البيت الأبيض والعالم، تتمثل في إنهاء الحرب في أوكرانيا في غضون 24 ساعة من توليه الرئاسة.

لقد هدد ترامب أهل غزة بأنه سيكون هناك جحيم في الشرق الأوسط إذا لم تفرج حركة حماس عن الرهائن المحتجزين في غزة بحلول 20 يناير 2025، أي قبل تسلمه الرئاسة. هذا التصريح يعد غبيًا وموجهًا لتخويف الجبناء أمثاله، ويعتبر تصريحًا "مجرم حرب"، لأن لا خطة حقيقية لديه لما يقوله، حسب مصدر مقرب منه. قد تستمر الحرب في غزة لأشهر، وإذا أصر المرتزقة على عدم وقف الحرب، سيستلمون أسرىهم جثثًا.

أما الصدمة للمغرورين مثل ترامب، فإن تأثيرها سيكون مرعبًا. وهو يعلم أن الشعب الأمريكي، وشعوب الشرق الأوسط، وأوروبا، وأفريقيا، ليسوا كما كانوا قبل طوفان الأقصى. الآن اتضحت للجميع حقيقة أن معظم الحكام مرتزقة لخدمة وحماية العصابة الصهيونية، كاذبون ومنافقون بلا أخلاق أو إنسانية أو ضمير. وما يحدث في غزة هو وصمة عار على جبين الحضارات والقادة.

وعلى شعوب العالم أن تدرك أهداف الصهاينة الحقيقية، التي تتمثل في إبادة شعوب العالم عبر الحروب والجراثيم والفيروسات، والإبقاء على "المليار الذهبي" كما قالوا. والبقية سيعيشون تحت مستوى الحيوانات، وتنتشر الفواحش والرذائل كما ينشرونها الآن.