واقع المياه في الأردن... أزمة مطرية ومخاوف من صيف قاسٍ

{title}
أخبار الأردن -

رصد

حذر وزير المياه الأسبق، الدكتور حازم الناصر، من مؤشرات مقلقة تتعلق بالواقع المائي في المملكة، مشيرًا إلى أن معدل الهطول المطري حتى الآن لا يتجاوز 2% من المعدل طويل الأمد، في حين كان من المفترض أن يصل إلى نحو 30% في هذا الوقت من الموسم.

وأوضح خلال حديثه لقناة "رؤيا" رصدته صحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن مخزون السدود حاليًا بلغ نسبة 19% فقط، أي ما يقارب الخط الأحمر الذي يتراوح بين 15% و20%، حيث لا يتجاوز مجموع ما تم تخزينه في السدود 50 مليون متر مكعب، في حين يُفترض أن تكون السعة التخزينية الحالية حوالي 85 إلى 90 مليون متر مكعب.

وأضاف الناصر أن غياب المنخفضات الجوية المؤثرة حتى الآن يفاقم من حدة القلق، مشيرًا إلى أن التوقعات حتى الخامس من يناير لا تبشر بقدوم هطولات مطرية كافية.

وأكد أن الموسم المطري الحالي يحمل تداعيات خطيرة على المياه الجوفية، التي تعد المصدر الأساسي لمياه الشرب في العديد من مناطق المملكة، مثل عجلون وجرش والسلط وغرب الكرك وشمال وغرب إربد. وأشار إلى أن ضعف تغذية المياه الجوفية سيؤدي إلى انخفاض تدفقات الينابيع التي يعتمد عليها عدد كبير من التجمعات السكانية، ما سيتسبب في ارتباكات كبيرة في تزويد المواطنين بالمياه.

خطة طوارئ ضرورية للصيف المقبل

ودعا الناصر إلى وضع خطة طوارئ شاملة وفورية لمواجهة تحديات الصيف المقبل، موضحًا أن هذه الخطة يجب أن تكون إدارية وفنية على حد سواء، وتشمل إجراءات عاجلة تهدف إلى تأمين الحد الأدنى من احتياجات المواطنين والمزارعين من المياه.

وأوضح أن الخطة يجب أن ترتكز على محورين أساسيين: هما إجراءات إدارية مع ما تشمله من توعية المواطنين بمخاطر أزمة المياه المقبلة، وحثهم على ترشيد استهلاك المياه كجزء أساسي من إدارة الطلب عليها، وإجراءات فنية تتضمن تنفيذ مشاريع ذات مسار سريع، مثل تحسين كفاءة شبكات توزيع المياه للحد من الفاقد، واستكشاف مصادر إضافية مثل تحلية المياه أو الاستفادة من المياه الرمادية.

عام جفاف يلوح في الأفق

وأضاف الناصر أن الوضع الحالي يشير إلى احتمالية كبيرة لدخول المملكة في عام جفاف، حيث بلغ معدل الهطول المطري حتى الآن 2% فقط مقارنة بـ30% في العام الماضي، الذي لم يكن عامًا ماطرًا أو حتى متوسطًا، محذرًا من أن الأمطار المتوقعة خلال ما تبقى من الموسم، حتى في حال قدومها، لن تكون كافية لتغيير الوضع، نظرًا لجفاف التربة التي ستستهلك معظم المياه السطحية قبل أن تصل إلى مصادر المياه الجوفية.


أهمية إحكام السيطرة على شبكات المياه 
وشدد على ضرورة إعادة إطلاق حملات إحكام السيطرة على شبكات المياه التي تهدف إلى منع الاعتداءات على الشبكات، وضبط الحفر العشوائي والآبار المخالفة. وأوضح أن عمليات الحفر غير المرخصة مستمرة دون رقابة صارمة، مما يشكل تهديدًا مباشرًا على مصادر المياه الجوفية. كما دعا الجهات المعنية إلى تقنين منح تراخيص حفر الآبار، نظرًا لتأثيراتها السلبية على آبار السلطة التي تزود المواطنين بمياه الشرب.

تقليل الفاقد المائي وتسريع المشاريع 
وأشار الناصر إلى أهمية تقليل الفاقد المائي من خلال تسريع تنفيذ المشاريع المتأخرة والمتعلقة بتحسين كفاءة الشبكات. وأكد أن تأخير هذه المشاريع، التي يُفترض أن تُسهم في توفير كميات كبيرة من المياه، يزيد من حدة الأزمة.


واستطرد قائلًا إن هناك نحو 110 آبار معطلة تابعة لشركتي مياه "اليرموك" و"مياهنا"، يمكنها، بعد صيانتها البسيطة، أن تسهم في توفير ما بين 40 إلى 50 مليون متر مكعب من المياه، وهو ما يشكل حاجة ماسة للصيف القادم.  

إعادة استخدام المياه العادمة في الزراعة 
وفيما يتعلق بالقطاع الزراعي، نوّه الناصر إلى ضرورة الجلوس مع المزارعين والجمعيات الزراعية لمناقشة تقنين المياه المخصصة للري، مشددًا على أهمية منع الزراعات الصيفية ذات الاستهلاك العالي للمياه، مثل الذرة الصفراء والملوخية.

كما أشار إلى أهمية استخدام المياه العادمة المعالجة في الزراعة، لافتًا إلى أن محطات التنقية في الشمال، مثل "الشلالة" و"إربد المركزية" و"دوقرا"، تنتج حوالي 20 مليون متر مكعب من المياه المعالجة سنويًا، لكنها لا تُستغل بشكل كافٍ.

دعوة إلى التحرك الفوري 
واختتم الناصر حديثه بالتأكيد على ضرورة العمل الجاد والفوري لتنفيذ الخطط والمشاريع المتعلقة بالمياه، مشيرًا إلى أن التأخر في التحرك سيزيد من الأعباء على المواطنين والقطاعات المختلفة، خاصة في ظل استمرار التغيرات المناخية وزيادة الطلب على المياه.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير