الحوارات لـ"أخبار الأردن": نهج الشرع الهادئ مؤقت... وسوريا الموحدة مسألة بعيدة المنال
خاص
قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات إنه لا يزال من المبكر إصدار حكم قاطع بأن الأوضاع في سوريا قد استقرت لصالح أي طرف، سواء كانت "هيئة تحرير الشام" أو الفصائل الأخرى التي تسيطر على المناطق الجنوبية والشمالية من البلاد.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الأزمة السورية ما زالت تواجه تحديات عميقة ومعقدة، تجعل الوصول إلى صيغة توافقية تُرضي كافة الأطراف أمرًا بعيد المنال، فالحديث عن قدرة "هيئة تحرير الشام" على إيجاد صيغة تضمن تعايش المكونات السورية الطائفية والإثنية ضمن إطار هوية وطنية جامعة يواجه العديد من الشكوك، إذ إن المؤشرات الراهنة تعكس توجهًا براغماتيًا لسلوك الهيئة يهدف إلى تحقيق مكاسب تكتيكية أكثر من كونه استراتيجية طويلة الأمد.
وفي هذه المرحلة، بيّن الحوارات أن "هيئة تحرير الشام" تسعى إلى انتزاع اعتراف إقليمي ودولي بدورها كفاعل رئيسي في إدارة المشهد السوري، خصوصًا بعد سقوط نظام الأسد، ومع ذلك، فإن الأطراف الإقليمية والدولية تنظر إلى هذه التحركات بحذر بالغ، حيث تُبدي شكوكًا عميقة بشأن التزام الهيئة بخطابها المعتدل على المدى الطويل.
ونوّه إلى أن كثير من المراقبين يرون أن هذا النهج البراغماتي قد يكون مجرد تكتيك مؤقت، وأن الهيئة قد تعود إلى جذورها المتشددة بمجرد أن تُحكم سيطرتها على الأرض.
وعليه، فإن الحديث عن استقرار شامل ومستدام في سوريا لا يزال بعيد المنال، وأمام سوريا عقبات كبرى ومراحل طويلة من النزاع حتى تتمكن من استعادة الهدوء، وتتفاقم هذه الصعوبات بفعل التدخلات الإقليمية والدولية، التي لا تعمل لتحقيق مصالح الشعب السوري بقدر ما تخدم أجنداتها الخاصة، فكل طرف يرى في سوريا ساحة لتصفية حساباته، أو كعكة يسعى للحصول على نصيبه منها، وهو ما يعوق أي جهود حقيقية لإرساء أسس الاستقرار والتنمية في البلاد، وفقًا لما صرّح به لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.