بلال حسن التل يكتب: فيصل الفايز....رؤية حضارية نهضوية
كشفت ايام الاسبوعين الماضيين، عن جانب مهم ومضيئ في شخصية ورؤية دولة رئيس مجلس الاعيان السيد فيصل الفايز، واظنه سيكون الجانب الاكثر حضورا لصورة الفايز في ذهنية الجمهور، فخلال الاسبوعين المنصرمين قام الفايز بنشاطين احدهما في العاصمة الفرنسية باريس والثاني هنا في عمان، وكلاهما يكشفان عن بعد حضاري في تفكير الرجل ورؤيته.ففي العاصمة الفرنسية باريس، وفي إطار زيارة رسمية لوفد من مجلس الاعيان اصر الرجل على زيارة معهد العالم العربي،ليشكر المعهد على دوره في نشر اللغة العربية في دول الاتحاد
الاوروبي، حاثا إدارة المعهد على المزيد من الجهود لنشر اللغة العربية، والتعريف بالثقافة والحضارة العربية وقيمها الروحية والإنسانية، مؤكدا على دور اللغة العربية والترجمة عنها الى اللغات الغربية، كأساس من الأسس التي قامت عليهاالنهضة الغربية. وهذه خطوة يجب ان تشكل انعطافة مهمة في مهام الوفد الرسمية العربية لدى زيارتها للدول الغير عربية،من خلال
وضع هذه الوفد لبند على جداول اعمالها يدعو الدول الصديقة الى تعليم اللغة العربية ونشرها، والتعريف بالحضارة العربية الإسلامية، فاللغة والثقافة من اهم جسور العلاقات المتميزة بين المجتمعات والحضارات، وقد اسس مجلس الاعيان الاردني لهذه الانعطافة الحضارية.اما النشاط الثاني فقد كان في عمان يوم الاربعاء الماضي، والذي يكشف عن البعد الحضاري في
رؤية الفايز،فبمناسبة البوم العالمي للغة العربية، تراس الفايز بصفته رئيسا للجنة التوجيهية العليا للمشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية، لقاء حواريا مع رؤساء الجامعات الاردنية، وعمداء كليات المجتمع لمناقشة دورهما في خدمة اللغة العربية، فقد قدم الفايز المشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية كمشروع يهدف الى بناء نهضة حضارية لاستعادة مرحلة الازدهار
الحضاري لامتنا، من واجب الجميع دعمه، والعمل على تحقيق اهدافه، لأن الدفاع عن اللغة العربية مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الافراد والمؤسسات، وفي مقدمتها الجامعات، التي من واجبها بناء الوعي حول اللغه العربية، والزامهم باستعمالها في كل تفاصيل حياتهم اليومية، بما في ذلك استخدامها في ووسائل التواصل الاجتماعي.اما الدور الرئيس للجامعات الذي حث
الفايز على تحقيقه، فهو توطين العلوم والمعارف باللغة العربية، لان هذا التوطين هو أساس النهوض الحضاري، كما دلت على ذلك كل تجارب التاريخ، ومسيرة التدافع الحضاري بين
الامم.كما اكد الفايز على أهمية ان يكون التعليم و الابحاث باللغة العربية في كل جامعاتنا. وهذا لايعني اهمال اللغات الاخرى.خلاصة القول ان الفايز في حواره مع رؤساء الجامعات قدم
ملامح تأسيسية خارطة طريق النهوض حضاري من خلال النهوض باللغة العربية، والدفاع عنها، وهذا هو الهدف الرئيس للمشروع الوطني للدفاع عن اللغة العربية.