البراري يكتب: حتى لا تخسر دولنا!!
حسن البراري العجارمة
إسرائيل، على الرغم من دورها في المنطقة، لم تكن العامل الحاسم في تدمير الدول العربية. بل إن التحديات الداخلية، مثل التناحر السياسي، الفساد، والإقصاء، كانت هي التي أفشلت الدول وأضعفتها. التفكك الداخلي هو الذي سهل نفوذ القوى الخارجية، وجعلها تستغل هذه الفراغات السياسية لتحقيق مصالحها الخاصة.
وحدة الشعب وهويته الوطينة الشاملة هي من يضمن تماسك الدولة ويجعلها حصينة على التدخلات الخارجية. العراق ولبنان وسوريا أمثلة صارخة على دور الانقسامات الطائفية والمذهبية والعرقية التي اسقطت هذه الدول.
لذلك يمكن القول أن تقسيم الشعوب وصراعاتها الداخلية كان العامل الرئيسي وراء سقوط العديد من الدول، وليس التدخلات الخارجية أو حتى إسرائيل. في حالة سوريا، على سبيل المثال، لم يكن دولة الاحتلال أو الضغوط الخارجية وحدها التي أدت إلى الحرب والانقسام، بل الصراعات الداخلية بين الطوائف والمجموعات المختلفة التي نشأت على مر السنين. فعندما بدأ النزاع السوري، لم تكن القوى الخارجية هي التي أشعلت فتيل الحرب، بل الانقسامات السياسية والطائفية التي كانت قائمة داخل المجتمع السوري نفسه. هذه الانقسامات أضعفت الدولة وأدت إلى تفككها كما نشاهده هذه الايام مما سمح لدولة الاحتلال بالتوسع واقامة مناطق عازلة بحجة الأمن.
هذه المناطق العازلة ستبقى، ولن يتمكن الجولاني ولا غيره من تغيير الأمر القائم، على أن الأخطر هو أن ما تقوم به دولة الاحتلال يعد سابقة ستتكرر. وماذا عن غزة، هل ستنسحب إسرائيل من شرقها أو شمالها؟ دعونا ننتظر مع أن كل الاشارات والمعطيات على الأرض تفيد عكس ذلك.
وهذا يأخذنا إلى الأردن!!!!!!! هل هناك وحدة وطنية حقيقية يمكن أن تضمن سلامة البلد في حال تكرار سيناريوهات اقليمية نشاهدها بشكل مستمر وتفضي إلى تفكك الدول مع توسع إسرائيل؟ هل نحن كشعب نقارب الدولة من خلال هوياتنا الفرعية أم كمواطنين؟ هل المحاصصة المناطقية والاقليمية القائمة تخلق مجتمعا يمكن أن يدافع عن فكرة الدولة لو تعرضنا لمكروه؟ كنت وما زلت أحد الذين يطالبون بخلق هوية وطنية أردنية واحدة وخلق منظومة سياسية تتجاوز الهويات الفرعية ولهذا السبب كان موقفي من مخرجات عملية الاصلاح الأخيرة.
كلمة أخيرة، لا يمكن القاء اللوم على النظام السياسي وانما على النخب التي تصر على الشللية والزبائنية، فهل يعقل تعيين اشخاص في مواقع هامة فقط لأنه يجب أن يكون أحدهم من المنطقة الفلانية، وهل يعقل أن يعين في مواقع حساسة من يعمل بوظيفة مخبر فقط دون أن تتوفر لدية الأهلية والجدارة؟!!!!!