فرنسا تغرق في عدم اليقين بعد حجب الثقة عن الحكومة

{title}
أخبار الأردن -

 

بعد حجب الثقة عن حكومته، قدّم رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه استقالته للرئيس إيمانويل ماكرون الذي يوجّه مساء الخميس كلمة للأمة أفاد مصدر قريب منه أنّها لن تتضمّن اسم الشخصية التي سيكلّفها تشكيل الحكومة المقبلة.

وقد تترافق هذه العاصفة السياسية مع أخرى اجتماعية.

فمن المدرسين إلى المراقبين الجويين، يشهد الخميس تعبئة وإضرابا في صفوف الموظفين الرسميين مع عشرات التجمعات المتوقعة في كل أرجاء البلاد فيما طلب الطيران المدني من الشركات الجوية خفض برامج رحلاتها.

وصل ميشال بارنييه، المفوض الأوروبي السابق الذي ينتمي إلى صفوف اليمين، عند الساعة العاشرة (الساعة التاسعة ت غ) إلى قصر الإليزيه وخرج منه بعد ساعة من دون أن يدلي بأي تصريح.

وأعلنت الرئاسة أن ماكرون "أخذ علما" باستقالة رئيس الوزراء الذي سيتولى مع حكومته تسيير الأعمال حتى تسمية خلف له.

ويوجه ماكرون كلمة إلى الفرنسيين عند الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي (الساعة 19:00 ت غ) على ما أفاد مكتبه.

وقال مصدر قريب من الإليزيه إنّ ماكرون لن يعلن في خطابه المتلفز اسم الشخصية التي سيكلفها تشكيل الحكومة الجديدة.

وجرى تداول أسماء شخصيات عدة للخليفة المحتمل، بينهم رئيس حزب الحركة الديمقراطية فرنسوا بايرو، ووزير القوات المسلّحة سيباستيان لوكورنو، وحتى رئيس الوزراء الاشتراكي السابق برنار كازنوف.

وثمة ضرورة لحصول تحرك عاجل، نظرا إلى عمق الأزمة السياسية المستفحلة منذ قرر ماكرون حل الجمعية الوطنية في حزيران/يونيو الماضي بعد الخسارة الكبيرة التي مني بها معسكره في الانتخابات البرلمانية الأوروبية أمام اليمين المتطرف.

وأفضت الانتخابات التشريعية المبكرة إلى جمعية وطنية مشرذمة وموزعة على ثلاث كتل هي تحالف اليسار ومعسكر ماكرون واليمين المتطرف من دون أن يكون لأي منها الغالبية المطلقة.

وبعد مداولات استمرت خمسين يوما، شكلت حكومة تضم وزراء من اليمين والوسط مطلع أيلول/سبتمبر.

وبعد 3 أشهر على ذلك، سقطت الحكومة أمام الجمعية الوطنية بموجب مذكرة حجب ثقة للمرة الأولى منذ العام 1962.

وهذه أقصر ولاية لحكومة في ظل الجمهورية الفرنسية الثانية التي أعلنت في العام 1958.

وطلبت رئيسة الجمعية الوطنية يائيل برون-بيفيه من ماكرون صباح الخميس تعيين رئيس جديد للوزراء "سريعا".

مشاورات

واستقبل رئيس الدولة برون-بيفيه ومن المقرر أن يستقبل رئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه.

وتناول ماكرون أيضا الغداء الخميس في الإليزيه مع زعيم حزب "الحركة الديمقراطية" فرنسوا بايرو الذي يتم تداول اسمه ليحل محل بارنييه، حسب ما علمنا من مصدر مطلع.

في الأثناء، امتنعت أوساط الرئيس الذي تراجعت شعبيته إلى أدنى مستوى، عن تقديم أي جدول زمني للخطوات التالية لكن مقربين منه أشاروا إلى انه ينوي التحرك بسرعة وربما اعتبارا من مساء الخميس، وأكد أحدهم "لا خيار له".

ويبدو الانقسام واضحا بين اليسار والوسط واليمين، للاتفاق على حكومة ائتلافية جديدة.

وحذرت زعيمة مجموعة نواب حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي الخميس من أن حزبها لن يعطي الثقة في الجمعية لأي رئيس للوزراء لا ينتمي إلى تحالف اليسار المعروف باسم "الجبهة الشعبية الجديدة" الذي يضم الخضر والاشتراكيين والشيوعيين واليسار الراديكالي.

واعتمدت مذكرة حجب الثقة بتأييد 331 نائبا فيما كانت تحتاج إلى 289 فقط لإسقاط الحكومة ما يجعل الضربة مؤلمة أكثر على السلطة.

ولحجب الثقة عن الحكومة، صوّت نواب اليسار وحزب التجمّع الوطني اليميني المتطرف وحلفاؤه دعما للمذكرة التي تتناول مسائل الميزانية فيما تعاني فرنسا من مديونية مرتفعة.

وسارع اليسار الراديكالي إلى المطالبة باستقالة رئيس البلاد والدعوة إلى انتخابات "رئاسية مبكرة".

واعتمدت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن موقفا أكثر اعتدالا مقارنة باليسار الراديكالي، مؤكدة أنها ستفسح المجال أمام رئيس الحكومة المقبل "للعمل على بناء ميزانية مقبولة للجميع بشكل مشترك".

وقالت "لا أطالب باستقالة إيمانويل ماكرون".

واستبعد ماكرون الذي انتخب في 2017 لولاية أولى وفي 2022 لولاية ثانية، الاستقالة.

أ ف ب


 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير