ابوزيد: الاحتلال بحالة ارتباك ويبحث عن صورة إنجازات
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال ابوزيد في تحليله لمجرى التطورات في غزة وجنوب لبنان إن قوات الاحتلال بدأت تضخيم الدعاية الإعلامية التي تتماشى مع البعد الميداني القتالي، سواء في غزة أو جنوب لبنان، حيث تدل المؤشرات على أن البروباغاندا العسكرية تحاول رسم صورة إنجازات في ظل حالة الارتباك في المستوى العسكري.
وأضاف ابوزيد أن إعلان الاحتلال غزة جبهة عسكرية ثانوية يأتي في سياق توجيه الأولويات العسكرية، حيث يحتاج الجهد العسكري الرئيس والجهد الناري والثقل الاستراتيجي لموارد الكيان إلى تأطير قانوني لنقلها إلى الجبهة الشمالية مع حزب الله. لذلك، ذهب الاحتلال باتجاه هذا القرار، وليس كما أشارت بعض المصادر العبرية بأن هذا القرار جاء نتيجة القضاء على المقاومة في غزة. ما يعزز ذلك، حسب ابوزيد، هو أن المقاومة لا تزال تقاتل في جميع محاور القتال في غزة، وتوقع خسائر في قوات الاحتلال. رغم انخفاض حدة القتال، إلا أن ذلك تكتيك عملياتي تهدف منه المقاومة إلى الاقتصاد في الجهد وخوض معركة استنزاف طويلة تعتمد على أهداف الفرصة والعمليات العسكرية ذات الرسائل السياسية التي تكذب الرواية الإسرائيلية حول القضاء على المقاومة.
وأشار ابوزيد إلى أن الاحتلال يحاول، من خلال الفرقة المدرعة 162، تقسيم شمال غزة في المنطقة الممتدة من محور نتساريم إلى بيت حانون وبيت لاهيا، وذلك من خلال تقدم اللواء المدرع 401 باتجاه عرضي من حدود الغلاف إلى جباليا إلى طريق الرشيد الساحلي، واللواء المدرع 406 بشكل طولي من خلال طريق الرشيد الساحلي باتجاه مخيم الشاطئ.
وحول العمليات العسكرية في جنوب لبنان، أشار ابوزيد إلى أن استهداف قوات اليونيفل الدولية، المحمية بحكم القانون الدولي، يشير بكل وضوح إلى أن الاحتلال لا يفهم منطق قوة القانون بقدر ما يفهم منطق قانون القوة. وأشار ابوزيد إلى أن معادلة التناسب والتدرج أصبحت واقعية في إطلاق الرشقات الصاروخية، حيث أصبح قصف حيفا مقابل الضاحية الجنوبية، وقصف تل أبيب مقابل بيروت، وهو ما حصل الجمعة بعد قصف الاحتلال للعاصمة بيروت واستهداف القيادي في حزب الله وفيق صفا، ليقابله بعد ذلك قصف تل أبيب من قبل المقاومة.
ولفت ابوزيد إلى أن قوات الاحتلال، بعد 12 يومًا من العملية البرية في جنوب لبنان، لم تنجح في تحقيق تقدم يُذكر في محاور القتال الرئيسية. بل، على العكس، يبدو أنها اضطرت لدفع قوات جديدة لفتح محاور جديدة، مثل محور ميس الجبل الذي تقاتل عليه فرقة المشاة 91، ومحور اللبونة غربًا من خلال الدفع بفرقة الاحتياط المدرعة 146. وحسب ابوزيد، فإن الحدود اللبنانية مع شمال الأراضي المحتلة تبلغ 122 كم، مما يشير إلى أن الدفع بأربع فرق مقاتلة في مساحة القتال الرئيسة يعتبر ترفًا في استخدام القوات، يعود إلى أن قوات الاحتلال تدرك أنها لا تملك ترف الوقت، في ظل المؤشرات التي تدعم أن حزب الله نجح في إعادة إنتاج سلسلة القرار.