الرداد لأخبار الأردن: هذه هي أسباب عدم اتخاذ قرار بضرب إيران
خاص
قال الخبير الأمني والعسكري الدكتور عمر الرداد إن المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل لم يصوت خلال اجتماعه يوم أمس على تحديد موعد أو كيفية توجيه ضربة إلى إيران.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، إن عدم اتخاذ القرار يعتمد على عدة أسباب، أبرزها:
أولاً: لم يتم التوصل إلى اتفاق كامل بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الأهداف المحتملة التي تعتزم إسرائيل استهدافها. فعلى الرغم من دعم الولايات المتحدة لرد إسرائيلي، فإنها تصر على استثناء المنشآت النووية والنفطية الإيرانية، وذلك لأسباب تتعلق بحساباتها الاستراتيجية. إذ يُخشى من أن يؤدي ضرب المنشآت النووية إلى رد فعل إيراني قد يُوسّع نطاق الصراع، فيما قد تؤدي الهجمات على المنشآت النفطية إلى تأثير سلبي على أسعار المحروقات، وهو ما يشكل مصدر قلق لواشنطن قبيل الانتخابات الأمريكية المقبلة.
ثانياً: بحسب تسريبات، هناك مفاوضات جارية بين واشنطن وطهران تشمل تحديد حدود الضربة. وربما طلب بايدن من نتنياهو تأجيل تنفيذ الضربة بسبب هذه المفاوضات المفتوحة التي تتناول ملفات متعددة، والتي قد تدفع طهران إلى تقديم تنازلات، خاصة فيما يتعلق بعلاقاتها مع وكلائها في المنطقة.
ثالثاً: ترغب إسرائيل في إبقاء إيران في حالة من الارتباك والترقب، مع استعدادها للضربة. ووفقاً لتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، فإن الضربة ستكون خاطفة ومفاجئة، بحيث لن تتمكن طهران من معرفة كيفية وقوعها أو توقيتها.
رابعاً: هناك جانب مهم في الاتصالات بين القوى الغربية ونتنياهو حول حدود وأهداف الضربة، حيث يمارس نتنياهو، بمساندة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، ضغوطاً على واشنطن والعواصم الغربية للحصول على مساعدات مالية وعسكرية مقابل تقييد حجم الضربة.
وأوضح الرداد أن كل هذه العوامل، تؤكد أن الضربة قد تحدث، ولكن حدودها وأهدافها ستظل رهينة بما يقرره نتنياهو وفريقه، الذي يسعى إلى توظيفها لأغراض داخلية وخارجية.
وتساءل الرداد ما إذا كان سيتم تنفيذ الضربة الإسرائيلية لإيران قبل الانتخابات الأمريكية، ما قد يضع الإدارة الأمريكية في موقف محرج يدفعها إلى دعم إسرائيل بشكل أكثر وضوحاً، أم أن الولايات المتحدة ستحجم عن ذلك، مما يقدم خدمة لحليف نتنياهو، الرئيس السابق دونالد ترامب، في الانتخابات؟