مستوطنون ينفخون بالبوق في المسجد الأقصى.. ماذا يعني؟

{title}
أخبار الأردن -

 

أقدم مستوطنون متطرفون على "نفخ البوق" داخل باحات المسجد، وذلك بعد أن تم هذا الأمر بشكل خاطف وسري خلال العامين الماضيين.

ويعتبر هذا الفعل خطوة خطيرة تهدف إلى فرض "الهيمنة والسيادة الإسرائيلية" على المسجد الأقصى.

يشهد المسجد الأقصى لحظات عصيبة مع اقتحام مئات المستوطنين لباحاته، وأداء طقوس وصلوات تلمودية داخله وعند أبوابه الخارجية.

وللعام الرابع على التوالي، شهدت منطقة باب الرحمة، شرقي المسجد، "نفخ البوق" بشكل علني ومستفز، في تطور نوعي سمح للحراس برصده عبر الكاميرا لأول مرة.

رمزية خطيرة للهيمنة

يقول الكاتب والمحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات إن "نفخ البوق داخل الأقصى تم بشكل سري خلال العامين الماضيين، لكنه هذا العام شهد تصعيدًا خطيرًا، لما له من رمزية سياسية تشير إلى الهيمنة الإسرائيلية على المسجد، والتحول من الزمن الإسلامي إلى اليهودي".

يوضح عبيدات أن هذا الطقس التوراتي يقتصر على مناسبتين رئيسيتين هما "رأس السنة" و"عيد الغفران"، مشيرًا إلى أن هذا التطور يعزز فكرة أن المسجد الأقصى قد يصبح مكانًا مخصصًا للعبادة اليهودية.

وأضاف أن هذا الطقس التوراتي بدأ مع حاخام جيش الاحتلال "شلومو جوريون" عند احتلال سيناء في عام 1956، واستمر لاحقًا في تلة المغاربة عند احتلال القدس الشرقية في عام 1967، وحتى اليوم يُمارس في منطقة حائط البراق.

خطوات خطيرة نحو الهيكل المزعوم

من جانبه، أوضح المختص في شؤون القدس زياد إبحيص أن "نفخ البوق" يعد من أخطر الاعتداءات النوعية على المسجد الأقصى، إذ يمثل إعلانًا رمزيًا لانتهاء الزمن الإسلامي في الأقصى وبداية زمن التهويد، وذلك ضمن مخطط تحويل المسجد إلى مقدس مشترك وصولًا لتحقيق الحلم الصهيوني ببناء الهيكل المزعوم.

وأكد إبحيص أن "حاخامات الصهيونية الدينية يعتبرون أن نفخ البوق هو علامة عجائبية ترتبط بالخلاص الموعود وبناء الهيكل الثالث الأسطوري، ويعتقدون أن هذا النفخ قد يعجل بظهور المخلص وإحداث تدخل إلهي لحسم الصراع لصالحهم".

وأشار إبحيص إلى أن موسم الأعياد اليهودية يشهد محطات خطيرة في الأقصى، بدءًا من "رأس السنة" مرورًا بـ"أيام التوبة" و"يوم الغفران"، وصولًا إلى "عيد العرش"، داعيًا إلى توجيه الجهود والأنظار نحو المسجد الأقصى للوقوف في وجه هذه الاعتداءات.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير