قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تحليله لتطورات الأوضاع في غزة وجنوب لبنان، إن هناك مؤشرات تدل على أن المقاومة انتهزت فرصة انشغال قوات الاحتلال والجهد الناري لطيران الاحتلال شمالاً مع حزب الله، لإعادة بناء نفسها في غزة. ووفقاً لأبو زيد، من المتوقع أن تكون هناك عمليات قوية خلال الأيام القادمة ضد القوات المتبقية للاحتلال في غزة.

وأشار أبو زيد في تحليله للتطورات في جنوب لبنان إلى أن حزب الله بدأ منذ صباح الاثنين بتوسيع النطاق الجغرافي للاستنزاف، حيث قصف قاعدة راموت ديفيد للمرة الثانية، واستهدف قاعدة مجدو وقاعدة داود جنوب حيفا، والتي تعتبر قواعد إسناد لوجستي لسلاح جو الاحتلال، بالإضافة إلى قاعدة شمشون الجوية. وهذا يعني، وفقاً لأبو زيد، أن حزب الله يركز على قصف المطارات وقواعد إسناد الطائرات في محاولة لتعطيل الجهد الجوي.

وأضاف أبو زيد أن قصف حزب الله يوم الاثنين كان أكثر انتظاماً ودقة، ما يشير إلى أن الحزب أعاد ترميم سلسلة القرار العسكري. وإذا استمر بنفس الانتظام والدقة في قصف عمق الأراضي المحتلة، يمكن القول إن الحزب نجح في إعادة إنتاج القيادة والسيطرة.

وبشأن تصريحات الاحتلال بالاستعداد لعملية برية، أشار أبو زيد إلى أن المؤشرات حتى الآن لا تدعم فرص القيام بعملية برية، ما يعني أن الاحتلال بعد 8 أيام من القتال لم ينجح في تحقيق الهدف من العملية العسكرية، وهو إعادة سكان المستعمرات في الشمال. وإن نجح حزب الله في إطالة العملية العسكرية أكثر من ذلك، فإن الاحتلال سيتورط في معركة جوية مرهقة لن ينجح فيها بمسك الأرض، رغم كل التدمير والاختراقات التي حققها في البنية التنظيمية لحزب الله.