داودية يكتب: أمنُ إسرائيل في النازل!

 

كتب العين محمد داودية 
 يُدهشُنا إبداءُ هذا العداء المجاني، من الدول الغربية - أميركا وألمانيا حتى الآن- ضد الدعوى التي أقامتها جمهورية جنوب أفريقيا لإدانة جرائم الإبادة الجماعية التي اقترفت إسرائيل العشرات منها، في كل يوم من أيام العدوان المائة ؟!
للأسف ان دولتين عظميين مثل ألمانيا وأميركا اطلقتا حكمين متسرعين ضد دعوى جمهورية جنوب أفريقيا، حتى قبل ان يدقق ويحقق قضاةُ محكمة العدل الدولية في أوراق وبينات الدعوى !!.
لقد اعلن فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا "ان قطاع غزة شهد خلال الـ100 يوم الماضية "جسامة الموت، والدمار، والتهجير، والجوع، مما يلطخ إنسانيتنا المشتركة"، واعتبر أن "الـ100 يوم كأنها 100 عام لسكان قطاع غزة" !!
من الذي لطّخ انسانيتنا يا سيد لازاريني ؟!
سوف تتداعى دول كثيرة للوقوف مع الظلم والفظائع والإبادة الجماعية، على خلاف موقف شعوبها، وضد الشرف والقيم والحق والعدل.
ناهيك عن الضغوط التي ستمارسها الدول على قضاتها اعضاء المحكمة، والضغوط الإسرائيلية والأميركية والبريطانية والفرنسية والألمانية واللوبي اليهودي الثري العالمي على الدول التي لها قضاة في محكمة العدل الدولية !!
ان سر إسرائيل ليس قوتها العسكرية، بل هو عمود ارتكازها الكبير الذي تتوكل عليه منذ عقود، هو عدم المساءلة، والإفلات المؤكد الدائم من العقاب.
اليوم، كسرت جمهورية جنوب أفريقيا الشق الاول من تابو عدم المساءلة، بجلبها المجرمين إلى المحكمة الدولية والى الفضاء العام حيث يتابع بنو البشر "لايف" وحشية إسرائيل وما يعلنه قادتها الهمج، وما قدمته جمهورية جنوب أفريقيا الشريفة الشجاعة من بينات دامغة، امسكت الجاني المتوحش متلبساً بجرائم الإبادة الجماعية ودم الأطفال الفلسطينيين يقطر من شدقيه.
ان هذا الانحياز الألماني الأميركي لن يوقف المقاومة الفلسطينية البطلة طويلة الأمد التي تخوض أشرف معارك الحرية واكثرها قسوة وصعوبة وبسالة وفداء.
كل هذا الانحياز الشائن، لن يوفر لإسرائيل الأمان والاطمئنان، ما دام احتلالها.
فها نحن نرى الشعب الإسرائيلي، يرزح تحت السلاح وفي الأقبية والملاجئ.
ها نحن نرى ان أمن إسرائيل، يصبح أكثر هشاشةً وضعفاً وثقوباً وتهتكاً مما كان عليه قبل عقود !!