أسئلة على هامش الجرائم الأ خيرة
كامل النصيرات
تجلس إلى طعامك لتذلّ جوعك، ما أن تمسك لقمتك الأولى حتى يأتيك خبر جريمة بشعة لا تهزّ وجدانك وحسب بل تُسقط لقمتك من يدك..! يا لهول ما يجري والحياة بنا تجري ..!
كلّ أسبوع بجريمة أو جريمتين أو ثلاثة.. تخرج كلّها عن طبائع الفطرة ولا تجد لها ما يبرِّرها إلّا أن الجينات لدينا عادت إلى جاهليتها الأولى..! عاد «كليب» بيننا الذي قتلوه بناقة جرباء هي البسوس.. عادت العربُ الجديدة تقتل بعضها بسبب سباق داحس والغبراء.. ما أدحسنا وما أغبرنا..!
القتل الجديد الذي يحدث بيننا أسبابه تافهة..! الأسباب لا توجب الانقطاع من وعن الحياة إلى هذا الحدّ.. وإذا ما استمرّ التعليل بأن ما القاتل «مضطرب نفسيًّا» فهذا يعني أننا كلنا مضطربون؛ وكلنا بعد قليل إمّا قاتلٌ أو قتيل..!
يشتدّ علينا الطوق؟ نعم.. تعبث بنا الشوارع والمدائن ؟ نعم وألف نعم.. ولكن؛ أن ينتصروا على الانسان فينا و يصبح كلّ همّه كي يلعب مع الموت لعبة النَّفَس الأخير؛ فذاك الذي أصرخ منه لأجلنا: لا ومليار لا..!
كيف لأمّ أن تقتل أطفالها؟ وكيف لأب أن يفكِّر في خياله أن يبعثر أنفاس فلذاته..؟! وكيف لابن لا يصبح له هدف إلّا موت أبيه أو أمّه أو كليهما..؟ كيف لشقيق أو شقيقة يأخذه شقاؤه إلى شقاء اللعنات في الدنيا والآخرة..!
ألم ننتهِ من جناية قابيل بعدُ؟! ألم يحن وقتَ أن نستلذّ بالطعام فقط دون أن تأتينا صواعق الأخبار..؟ هذه الدنيا لنا فلماذا تعطونها كاملةً للعدم بالمجان ..؟!.