قال الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد، إن تأخر رد الاحتلال الإسرائيلي على إيران يخضع لمقايضات تجري بين "إسرائيل" والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن هذه المقايضات تتشابه مع الأسلوب الذي اعتمدته إيران في تعاملها مع أمريكا بشأن مفاوضات "5+1" النووية والأموال الإيرانية المجمدة.

وأوضح أبو زيد أن "إسرائيل" تمكنت من استغلال هذا الموقف لابتزاز الجانب الأمريكي، حيث كان التركيز على حجم الرد وليس مجرد تنفيذه. وأشار إلى أن جميع المؤشرات تشير إلى أن الرد "الإسرائيلي" على إيران قد اقترب وبدأ ينضج بشكل ملحوظ، مضيفًا أن هذا الرد سيكون مضبوطًا وفق معادلة معينة، ولن يتجاوز أهدافه الإستراتيجية داخل العمق الإيراني، مثل المفاعلات النووية.

وفيما يتعلق بتفاصيل الرد المتوقع، أشار أبو زيد لقناة "الحقيقة الدولية"، إلى أنه قد يشمل أهدافًا متعددة في سوريا، حيث تنتشر الميليشيات الشيعية، وكذلك في العراق، عبر استهداف المليشيات العراقية، قبل أن يمتد إلى العمق الإيراني، مستهدفًا مواقع حيوية غير إستراتيجية مثل مصافي النفط ومحطات الكهرباء، إضافة إلى بعض المواقع العسكرية والقواعد الجوية.

كما لفت أبو زيد إلى أن التسويات بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" قد نضجت بشكل كامل. وفيما يخص حزب الله، أشار إلى أن الحزب لا يزال يمتلك ترسانة صاروخية قوية تؤثر في "إسرائيل"، ولكنه أضاف أن "إسرائيل" نجحت في الضغط على حزب الله لتفادي تصعيد الجبهات بينه وبين غزة.

https://x.com/i/status/1844248998644998147

وأكد أبو زيد أن حزب الله لم يقتصر على الجناح العسكري في تحركاته، بل لا يزال يحتفظ بجناحه السياسي. وعن العملية البرية الجارية، أوضح أبو زيد أن الحزب أعاد تموضعه عسكريًا منذ بدء العملية قبل 10 أيام، واعتمد معادلة جديدة في القيادة تقوم على التخطيط المركزي والتنفيذ اللامركزي. وفقًا لهذه المعادلة، تمكن الحزب من تجاوز استهداف القيادات وقطع الاتصالات، مما مكّنه من مواصلة القتال دون الحاجة إلى اتصالات مستمرة بين القيادة والمقاتلين.

وفي ختام حديثه، أكد أبو زيد أن نجاح حزب الله في منع توغل الاحتلال على الشريط الحدودي يعود إلى قتاله في الصفوف الأمامية لمنطقة المعركة، مما حال دون أي تقدم "إسرائيلي" في تلك المناطق.