"المشروع الوطني الاردني"
م.موسى الساكت
في هذه الساعة ونحن نرى على الهواء مباشرة تمدد العدوان الاسرائيلي الى لبنان، ثم انه يوشك ان ينتقل الى سوريا، المطلوب سريعا، الان وليس غدا، اعادة تموضع اقتصادي وسياسي واجتماعي اردني يمنحنا القوة للصمود في وجه ما هو قادم.
إنّ القادم فتّاك، لن ينجو منه المتردد، ولا من يغفل عن جيوب الضعف لديه.
عندما تهدد شخصيات مقربة من نتنياهو ان الدور قادم على كل المنطقة، وهذا قبل ان يتربع ترامب على العرش. ترامب العقاري الذي يمارس السياسية بعقلية التاجر العقاري: "اسرائيل صغيرة وعلينا ان نوسعها" يعني الى الضفة الغربية. وهذه الاشارة تكفينا لنقف على رؤوس اصابعنا.
المطلوب الان رؤى جادة وسريعة التنفيذ لردم اي هوة ضعف نشعر بها، فالاحتلال عينه ترى ويده تنفذ، وقلبه ممتلئ بالحقد، وسيبدأ اولا باستهدافنا اولا اقتصاديا واجتماعيا لخلخلة جبهتنا الداخلية التي هي عنصر قوتنا.
ها نحن نرى كيف ان الحليف يخون حليفه. فعندما تبدأ المصالح العليا واخطارها تتقدم على كل شيء.
العدوان على لبنان سيطول - ربما عام وربما أكثر، فهل جهزنا له عدته الوطنية اقتصاديا؟ هل لدينا تصور لفقه اولويات الازمات؟هل اعدينا لمشروع وطني اردني خاص بنا؟
المقامرة بالوطن خيانة. فالجبهة الغربية تغلي، وتوشك الشمالية، لا نعلم اين يمكن ان تنتهي وقريبا جدا سنسمع من الاصدقاء جملة: "كل واحد يقلّع شوكه بأيده".
لهذا لا بد من وجود معايير ضابطة وواضحة وثابتة ومعلنة، تقوم بها الدولة بمؤسساتتها المختلفة.
اول الاجراءات المطلوبة الاستعانة بكل اصحاب الخبرة، فهذا الوقت ليس اوان مجاملة احد، وهذا وقت العمل الوطني الجاد والمخلص.
نريده مشروعاً وطنياً أردنياً بامتياز. انظروا كيف ان دولا في الخليج اغلقت حدودها ووضعت نصب عينها مصلحتها. كان لديهم كل الحق في ذلك.
الاشتغال باجندة اردنية صرفة هي طوق النجاة. نحن بحاجة الى انتماء يحولنا الى الخارطة الاردنية تركز على المصلحة الوطنية العليا.
دعونا نجلس كل ذي خبرة في مجاله على الطاولة بشكل يشبه ما فعلناه في التحديث السياسي والاقتصادي شكلا. اما جوهرا فالهدف الخروج بخارطة سريعة التنفيذ ومشروع وطني أردني يُحصّن جبهتنا الداخلية ويقويها سياسيا واقتصاديا.