البراري: سيناريوهان في المنطقة

{title}
أخبار الأردن -

 

كتب حسن البراري:

حالة من الزهو تسود بين نخب دولة الكيان الغاصب بعد ما حققه جيشها في لبنان، وينتقل الهدف من اعادة سكان الشمال إلى اعادة تشكيل الشرق الأوسط إذ لا حد للاطماع الصهيونية.

نتنياهو يضع العالم أمام سيناريوهين، إما شرق أوسط "النقمة" الذي يسود فيه محور إيران "الشرير" أو محور "النعمة" الذي يستند إلى هيمنة اسرائيلية. ولا يكتف بذلك، إذ يتبجح في الأمس بقوله بأنه "سحق" حماس في غزة، وقضى على قيادات حزب الله، ووجه ضربة ثانية للحوثيين وإيران تخشى المواجهة وتكتفي بالكلام وتستثني نفسها من وحدة الساحات.

قد تتمكن دولة الكيان من تحقيق أهداف عملياتية لكن يبقى الإنجاز الحقيق هو سياسي، فهل ستعيد تشكيل الشرق الإوسط؟ ألم تسعى لذلك في أعقاب العدوان الثلاثي وفشلت وفي اعقاب اجتياح لبنان وفشلت؟ علاوة على ذلك، في حال صمتت المدافع كيف سيكون حال إسرائيل من الداخل؟ هل ستعاني اقتصاديا لعقد من الزمان؟ هل سيبرز جيل أكثر تشددا في مطالبه العادلة لن يقيم وزنا لك الترتيبات التي تسعى إليها دولة الكيان؟ عندما فرضت إسرائيل اتفاق السابع عشر من مايو على أمين الجميل -اتفاقية سلام- كلنا نعرف كيف مزقت هذه المعادلة وبرز حزب الله وخاض حرب التحرير ضد المحتل الصهيوني.

بصرف النظر عن خارطة إسرائيل الكبرى ومن يدعمها ومن يتكيف معها ومن يمتثل لمنطق القوة بدلا من قوة المنطق، لن تنتهي هذه المواجهة التاريخية بنتيجة المواجهة الحالية، فأكبر خسارة لهذا الكيان هو انتصار الصهيونية على الدولة الإسرائيلية وتصهين المتدينين.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير