مقتل نصرالله.. تداعيات المشهد هل تحقق الردع؟
تسارعت الأحداث الدرامية والعمليات العسكرية على جبهة الجنوب بين اسرائيل وحزب الله اللبناني وتحققت نتائج عسكرية كبيرة في فترة قصيرة حيث كانت اكبر هذه الأحداث وتصدرها اغتيال أمين حزب الله حسن نصر الله الذي اصبح العدو اللدود لاسرائيل.
حسن نصرالله يمثل رأس حربة لتنفيذ سياسة الثورة الإيرانية حيث ارتباطه بشكل مباشر مع مرشد الثورة الإيرانية السيد خامئني وهو الرجل المدلل لدى قم.
استطاع نصر الله خلال الـ ٣٣ عاما من استلامه الأمين العام لحزب الله الذي تم تأسيسه مبكرا عام ٨٢ بعد ٣ سنوات من نجاح الثورة الخمينية في ايران عام ٧٩ ومع بدايات الحرب العراقية الإيرانية، العمل لتوظيف القضية الفلسطينة من خلال الحرب على اسرائيل وتزعم محور المقاومة بدعم وإغداق كبير من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية لخدمة أهداف مشروع الثورة في العالم، كما استطاع نصرالله من خلال القوة توظيف الدولة والجغرافيا والديمغرافيا في لبنان لخدمة أهداف الحزب الاستراتيجية المرتبطه باستراتيجية الثورة الايرانية.
عمد الحزب بالتنسيق مع ايران على ضبط قواعد الاشتباك مع إسرائيل لخدمة أهداف كلا الطرفين على حساب مصالح الفلسطينيين.
التطورات التكنولوجية والتسليح الهائل جعلت من قيادة الحزب تشعر بهالة من القدسية وأنها الملهمة والأمل الشعبي لهزيمة اسرائيل.
هناك تشابه في تسلسل التطورات اللوجستية بين حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة، وادى إلى تحالف تحت اسم مقاومة إسلامية ما أعطى حزب الله ورئيسه حسن نصر الله شعبية كبيرة.
لكن عملية ٧ اكتوبر من حماس على اسرائيل خلقت مفاجأة صادمة لاسرائيل اتخذت بعدها قرارا استراتيجيا باعتبار التنظيمات العقائدية الاسلاميه هي الخطر القادم الذي يهدد وجود اسرائيل.
بعدها اتخذت القيادات العليا في اسرائيل بتاريخ ٨ اكتوبر قرارات استراتيجية بالقضاء كليا على وجود حماس وحزب الله والحوثيين والمقاومة في العراق، وتحجيم الدعم الإيراني لهذه التنظيمات وإخراج هذه التنظيمات من معادلة القضية الفلسطينية.
اغتيال حسن نصر الله وقيادات الصف الأول في حزب الله وكذلك قيادات حماس في الداخل والخارج هي في صلب سلسلة الاستراتيجيات العسكرية الاسرائيلية الحديثة والسريعة في الإقليم.
ومن هنا جاء تصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي نتن ياهو بان هذه الحرب في غزة ولبنان تاكيد للوجود الأبدي لاسرائيل، وهو مستمر بهذه الحرب إلى تحقيق أهدافة غير عابئ بالمجتمع والنظام الدولي وتوصياته.
حسب التقييمات العسكرية يعتبر قتل الأمين العام لحزب الله ضربة للحزب ومستقبله العسكري والسياسي والاهم تراجع كبير في دوره على محورين هما:
تراجع سيطرته على مؤسسات الدولة والمنطقة الجنوبية اللبنانية ومدى التحكم فيها وإدارتها بشكل غير مباشر من قبل الحزب كما كان حتى اغتيال نصر الله.
والثاني التراجع في قيادة محور المقاومة مع اسرائيل وإدارة اذرع عسكرية في العراق واليمن وسوريا في تنفيذ عمليات عسكرية نشطة ضد اسرائيل والولايات المتحدة ودعم المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.
منطقتنا والشرق الأوسط أمام مشهد وتغيرات كبيرة وتاريخية في الأشهر القادمة وكل العالم يترقب.