وماذا عن الأردن؟
باتر وردم
هذا هو السؤال الذي يجب أن نسأله الآن بصراحة، ونفتح نقاشا وطنيا عميقا بشأنه. البعض يقول بأن "الأردن بعد لبنان" وهذا مع كل الاحترام رأي انفعالي عاطفي لأن الأردن لا يمثل حاليا أولوية للاحتلال، بالرغم من صورة سموتريتش مع خارطة فلسطين والأردن الذي ينشرها الجميع. ولكن الأردن في قلب العاصفة عندما يبدأ الاحتلال تنفيذ مخططه الاستراتيجي تجاه الجائزة الذهبية وهي الضفة الغربية. لكل شخص الحق في أن يرى ما حدث في 7 أكتوبر من زاويته الخاصة، وبامكان البعض أن يعتبره نصرا...ولكن الواقع السياسي هو أن ذلك اليوم منح إسرائيل الذريعة التي كانت تنتظرها عقودا لتغيير كل ملامح المنطقة لمصلحتها. بكل أسف، وبعكس الصورة التي يتم الترويج لها، الاحتلال الإسرائيلي حاليا في وضع أقوى مما كان في 6 أكتوبر. ما حدث من تدمير لغزة وشبه احتلال جديد لها وتدمير البنية التحتية للمقاومة وما حدث من عجائب مذهلة في الايام العشرة الماضية في لبنان وإفلات يد إسرائيل بدون رادع ولا مساءلة يجعل المشروع الاسرائيلي الاستراتيجي أقرب إلى التحقق، ولن يمنعه تراجع الاقتصاد ولا الرهائن ولا الصواريخ التي تعترضها القبة الحديدية ولا تراجع سمعة إسرائيل في العالم. بعد أسابيع أو أشهر، سيبدأ مشروع إسرائيل لإعادة احتلال الضفة الغربية وتهجير سكانها وهذا ما سيجعلنا في مواجهة سياسية وربما أمنية مع الاحتلال. أهم عناصر قوتنا في هذه المواجهة هو دعم الدولة وأجهزتها وعدم إضعافها بالفتن الداخلية. قرار المواجهة العسكرية والسياسية هو قرار سيادي تتخذه الدولة ممثلة بقيادتها السياسية وليس مظاهرة في الشارع ينظمها حزب أو تنظيم سياسي متحمس. اي عمل أو إجراء أو تصرف يؤدي إلى إضعاف الدولة هو بمثابة خيانة لا يمكن السكوت عنها منذ اليوم. نحن جميعا مع الدولة لأنها مصدر هويتنا وحمايتنا، ولسنا رهن إشارة اي أحد من خارج الحدود.