العجارمة: هذه السيناريوهات المتوقعة في المنطقة

{title}
أخبار الأردن -

 

كتب حسن البراري العجارمة:

ما زالت الأنفاس محبوسة لدى طرفي الصراع حول أولاً مصير حسن نصر الله، وما إذا كان في موقع الاستهداف أو أنه في مكان آخر. ففي حين يشير الإعلام الإسرائيلي إلى مؤشرات - ليست أدلة كافية - على تواجد حسن نصر الله في مكان الاستهداف، هناك صمت مطبق من الحزب حيال هذه النقطة. وثانياً، ماذا يعني لو نجحت العملية الإسرائيلية في قتل حسن نصر الله؟ النقاط المثيرة للاهتمام هي:

ليس هذه المرة الأولى التي يُستشهد فيها أمين عام لحزب الله، ومسار الحزب بقي في تصاعد من حيث المكانة والقوة والردع.

هل سيكون مقتله بداية حرب إقليمية واسعة تنخرط فيها أطراف سعت لتجنبها، وهنا الحديث عن إيران والولايات المتحدة؟

هل ستنخفض معنويات مقاتلي الحزب بعد الاختراقات الاستخباراتية الكبيرة التي حققتها دولة الاحتلال؟

هل ستقبل إيران وتوعز للحزب المرتبك في هذه الحالة بمقترحات هوكشتاين، وينسحب الحزب إلى شمال الليطاني، ويعود سكان إسرائيل إلى منازلهم في الشمال، ويتحقق بعد ذلك انفكاك غزة عن حزب الله، ما يمكن نتنياهو من إعلان النصر في الشمال؟ وإذا كان ذلك، هل سيكون نتاج صفقة أم ثمناً لتجنب سيناريوهات صعبة لا تريدها إيران الآن؟

من جانب آخر، الطريقة التي تحدث بها أفيخاي أدرعي ليلة أمس، والتي يطالب فيها اللبنانيين في الضاحية مغادرة منازلهم على الفور، واستجابتهم لهذه المطالب تعني أن إسرائيل تسعى للتصعيد، ليس للتوصل إلى التهدئة، وإنما تماشياً مع النشوة التي تشعر بها جراء "الإنجازات" الاستخباراتية والعسكرية التي حققتها في الأسبوع الأول من فتح جبهة لبنان على مصراعيها.

بمعنى آخر، لم يعد هناك قواعد للاشتباك، أي ضربة مقابل ضربة وفي مناطق محددة، فإسرائيل نسفت هذه القواعد دفعة واحدة، وباتت تستنسخ تكتيكات طبقتها في غزة. أكثرها وقاحة ووحشية هي قصف منازل المدنيين بعد تحذيرهم بضرورة المغادرة، وإصدار أوامر بالترحيل من منطقة إلى أخرى.

نقطة أخرى مزعجة ومثيرة للاشمئزاز، وهنا أوجه كلامي للشامتين بحزب الله. إذا نجحت إسرائيل لا قدر الله وقضت على الحزب، فإن خسارة الحزب في هذه الحالة لن تكون ربحاً صافياً للشامتين، وإنما مقدمة لهيمنة إسرائيلية ستنال منهم في نهاية المطاف. أتذكرون مصير سعد حداد وخلفيته أنطوان لحد؟! على فكرة، أنطوان لحد صاحب مطعم في تل أبيب، واللبيب من الإشارة يفهم! أتفهم جيداً موقف الكثير من العرب بعد تدخل الحزب في الحرب في سوريا وعليها، وشخصياً كنت مع حق السوريين في تقرير مصيرهم، ومنتقداً للتدخل الخارجي بصرف النظر عن دوافعه أو أطرافه، لكن اليوم المواجهة هي مع الصهاينة الذين لا يبطنون خيراً لنا جميعاً.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير