موقف الأردن الجريء في الأمم المتحدة ، الملك عبدالله الثاني صوت الحق في مواجهة العدوان
بقلم الدكتور خلدون نصير
في ظل تصاعد الأزمات في الشرق الأوسط، وخاصة مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة وفلسطين ولبنان، جاء خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كرسالة قوية وواضحة للعالم أجمع.
يعكس هذا الخطاب دور الأردن الريادي في دعم حقوق الشعب الفلسطيني والمطالبة بالعدالة في وجه الظلم والعدوان المتواصل. إن كلمات جلالته جاءت لتؤكد مرة أخرى أن المملكة الأردنية الهاشمية ستبقى نصيرًا للحق والعدالة، ولن تتخلى عن موقفها في الدفاع عن القضية الفلسطينية مهما بلغت التحديات.
رسالة شجاعة في زمن الأزمات
الخطاب الذي ألقاه الملك عبدالله الثاني في الأمم المتحدة لم يكن مجرد كلمات بروتوكولية، بل كان رسالة شجاعة ومباشرة، فضح خلالها الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة والمستمرة بحق الشعب الفلسطيني، واستنكر التقاعس الدولي في حماية المدنيين الأبرياء.
أكد جلالته أن العدوان الإسرائيلي لا يمكن تبريره، وأنه يمثل انتهاكًا صارخًا لكل المبادئ الإنسانية والقوانين الدولية.
لم يكن هذا الخطاب عادياً، بل كان بمثابة دعوة حقيقية لإعادة النظر في دور الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تجاه العدالة وحقوق الإنسان. فقد أشار الملك إلى أن الأمم المتحدة تتعرض لأزمة تهدد مصداقيتها وشرعيتها، خصوصًا عندما يفشل العالم في حماية الشعب الفلسطيني من الاحتلال والعدوان.
الوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني
لطالما كانت القضية الفلسطينية في صلب السياسة الخارجية الأردنية، حيث تبقى المملكة تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الصوت المدافع عن حقوق الفلسطينيين في كافة المحافل الدولية وقد أعاد الملك التأكيد على أن الأردن لن يقبل بأي شكل من الأشكال بالتهجير القسري للفلسطينيين أو استبدالهم بوطن آخر وكان واضحًا في موقفه الصارم بأن فكرة “الأردن كوطن بديل” مرفوضة تمامًا ولن تحدث أبداً.
وفي هذا السياق، دعا جلالته المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لحماية الشعب الفلسطيني، مطالبًا بتبني آلية دولية لضمان سلامة المدنيين في الأراضي المحتلة. هذه الدعوة تأتي في وقت يحتاج فيه الفلسطينيون إلى دعم حقيقي من المجتمع الدولي، وليس مجرد بيانات إدانة فارغة.
تحذير من التصعيد في لبنان
لم تقتصر تحذيرات الملك على الوضع في فلسطين فحسب، بل شملت أيضًا التطورات الخطيرة في لبنان. فمع تصاعد التوترات هناك، أكد جلالته أن التصعيد في هذه المنطقة لا يخدم أي طرف، بل يهدد استقرار المنطقة بأسرها. جاءت تحذيراته كدعوة للعالم للتحرك العاجل لمنع تفاقم الأوضاع، مشددًا على ضرورة إنهاء هذا العنف المتزايد في المنطقة قبل أن يخرج عن السيطرة.
دعم المساعدات الإنسانية لغزة
وفي بادرة إنسانية، دعا جلالة الملك المجتمع الدولي إلى التعاون مع الأردن لفتح بوابة دولية للمساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث يعاني السكان هناك من كارثة إنسانية حقيقية. هذه الدعوة تعكس الالتزام الأردني الدائم بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ليس فقط على المستوى السياسي، بل على المستوى الإنساني أيضًا.
إن المبادرة الأردنية لتأمين وصول المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة تؤكد أن المملكة لا تتوانى في بذل كل جهد ممكن للتخفيف من معاناة الفلسطينيين في ظل العدوان الإسرائيلي. فالملك عبد الله الثاني يدرك أن المعركة ليست سياسية فقط، بل إنسانية بالدرجة الأولى، وأنه يجب على العالم أن يتحرك لإنهاء هذه المعاناة فوراً.
التأكيد على حل الدولتين
لم يغفل جلالته التأكيد على أن حل الدولتين هو الحل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل. فأكد مرة أخرى أن السلام لن يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مشددًا على أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي يزيد من تعقيد الوضع ويقوض فرص تحقيق السلام في المنطقة.
الملك عبدالله الثاني: ضمير العالم العربي
إن خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في الأمم المتحدة يجسد الضمير الحي للعالم العربي، حيث أتى بمثابة تذكير للمجتمع الدولي بواجباته تجاه القضية الفلسطينية والشعوب المظلومة في المنطقة. كان جلالته واضحًا في رسالته: العدالة ليست خيارًا، بل هي ضرورة. والسكوت عن الظلم لا يمكن أن يستمر، لأن العالم كله سيكون مسؤولًا أمام التاريخ إذا ما فشل في التحرك لوقف هذه الفظائع.
ختامًا، إن موقف الملك عبد الله الثاني في الأمم المتحدة جاء ليعزز مكانة الأردن كدولة تسعى لتحقيق العدالة والسلام في المنطقة، ويؤكد للعالم أن القضية الفلسطينية ستبقى حاضرة على الساحة الدولية طالما استمر الاحتلال والظلم.