هدفين متعاكسين
العميد م. أيمن الروسان
شكل اخر من الحرب الالكترونية ومختبرا حيا للتقنيات المتطورة و مرحلة جديدة من الصراع اندمجت في الحرب العسكرية ، تدار بشكل رئيسي على كافة المستويات التكنولوجية والاستخبارية و تدير ظهرها لقانون الحرب امام صمت و تقبل دولي للقنابل الموقوتة التي تقتل الناس بشكل عشوائي . جيش الكيان بعد ان ضاق ذرعا بمواجهة المقاومة و فشله في تحقيق أهدافه رغم استخدامه لشتى أنواع الأسلحة الا انه تعرض مؤخرا لضربات موجعة من صاروخ بالستي وحيد انطلق من اليمن وضربة ناجحة تلقتها الوحده ٨٢٠٠ من المقاومة اللبنانية . لينقل جيش الكيان الجهد الرئيس من غزه الى الجبهة الشمالية معلنا هدفا جديدا لحربه بالعودة الامنة لسكان الشمال وابعاد حزب الله عن الحدود وجلبهم للتفاوض بمعزل عن غزة . في الاسبوع الماضي فٓجر الكيان اجهزة الاتصالات وقام بعدة غارات جوية استهدفت منصات الصواريخ ومخازن الاسلحة المحمية في اسفل الجبال ، تلا هذا عملية اغتيال وحشية بضرب مجمع سكني استهدف قيادات من وحدة النخبة . على اثر ذلك وجد حزب - الله نفسه ملزما برد عنيف متجاوزا الخطوط الحمراء باطلاق صواريخه متجاوزا دفاعات القبة الحديدية جاعلا الوضع مابين بين ، ما بين نطاق الاشتباك الواسع ومابين الحرب المفتوحة ، هذا يعني ان البنية العسكرية لحزب الله لا زالت قوية رغم كل هذه الضربات من حيث نوعية الصواريخ فادي ٢/١ والكاتيوشا المستعمله ودقتها والاهداف المستهدفة كقاعدة عسكريه( رامات ديفد) ببعد جغرافي ابعد حوالي ٥٠ كم متر كما استهدف مجمع (رافايل) لتصنيع الاسلحه في شمال حيفا مما زاد من تشريد اضافي لسكان الشمال والزامهم الملاجئ
كما هو واضح نحن امام هدفين متعاكسين اصرار الكيان على الاستمرار بالحرب وتغير الوضع الحدودي واصرار المقاومة على مناصرة غزة واسنادها وهذا مايفسر حدة الاشتباك الذي ربما يتطور الى الدخول البري للبنان من قبل الكيان . بواقع الامر العدو اليوم يستعمل نقاط قوته سلاح الجو و التكنولوجيا وهذه ليست نقاط قوة المقاومة في هذا الاشتباك اما اذا ولا بد وانتقل العدو الى الحرب البرية هذا سيقلب المعادله ويتيح للمقاومة استخدام نقاط قوتها كون الحرب البرية تتوافق مع فلسفة المقاومة التي تقوم على عمل عسكري غير تقليدي مستفيدة من تحصيناتها وانفاقها واستعداداتها واحتراف المقاوم مقابل جندي محتل اتى من غزة بلا معنوية وبجسد مرهق خائف حكما نتيجة معاناته السابقة . ليس من مصلحة الكيان الدخول برا ويمكن يخطئ الحساب ويدخل اذا اعتبر ان قدرة حزب الله شلت من خلال الضربات التي تلقاها "تدمير الاتصالات واغتيال القيادات" وان المسرح البري مهيأ من وجهة نظرة و اعتقد انه سيقع بوحل اخر .
صحيح ان المقاومة اللبنانية تعرضت الى اختراق امني معيب وتعرضت الى ضربات موجعة لكن لم يٓقصم ظهرها وتستطيع المقاومة ان تمتص الضربات التي تلقتها واشير هنا الى ان صواريخ المقاومة المؤثرة لاتحتاج للمناوره الا من امر اطلاق والمجموعات الصغير الغير تقليدية تعمل بشكل لامركزي بقواعد سلوك مسبقه فلا تحتاج الى اتصالات لحظية و تنفذ مهمتها بقيادات صغرى .
دخلت هذه الحرب وبشكل متدرج مرحلة مفتوحة على كل الاحتمالات لكنها مازالت ضمن سقوف محددة . تستغل دولة الكيان الانشغال الامريكي بالانتخابات بعدم الضغط عليها ومحاولة استرضائها من قبل مرشحي الرئاسة مجهضة بنفس الوقت المفاوضات والتسوية محاولة منها لاستمرار الحرب وانهاء القضية الفلسطينية . لابد من التنويه الى ان التفوق الاستخباري الذي تتمتع به دولة الكيان هو تقنية انجلو امريكية يترافق مع تنسيق عملياتي معها الا انها هي من تضغط على الزناد ومن غير المستبعد وشبه المؤكد هنالك تفاهمات ايرانية امريكية وهذا سبب اخر لتوسيع دولة الكيان لعملياتها ضد المقاومة باطمئنانها بعدم تدخل إيران بشكل مباشر .