إيران.. والحرب على الأذرع والحلفاء
وضعت إسرائيل المستندة إلى جدار الدعم الأمريكي والغربي عموماً، قواعد جديدة لحربها مع حزب الله، أساسها جعل مناطق تموضع الحزب نسخةً ثانيةً عن غزة، وإلغاء الارتباط التضامني بين حزب الله وحماس، مع تهديدات صريحة لليمن، بتكرار ما فعلته بالحديدة قبل عدة شهور.
العنوان المفضل لحرب إسرائيل على كل الجبهات، هو مواجهة التهديد الإيراني الوجودي، وهو العنوان المخترع لتغطية الحرب الاستراتيجية، التي تبدأ بتصفية الأذرع، ولا تنتهي عند تصفية القضية الفلسطينية، بخلق واقع يحول دون قيام الدولة.
حتى الآن... ورغم خروج إسرائيل الفظ والاستفزازي على قواعد الاشتباك مع إيران ذاتها، ومع أذرعها وحلفاءها، إلا أن العالم كله منشغل بالسؤال.. هل ما يجري مع الأذرع والحلفاء سيتطور إلى حربٍ إقليمية؟ أي هل ستنخرط الدولة الإيرانية فيها بما هو أقوى مما حدث في نيسان الماضي في موقعة المسيّرات؟
لا إشارات من طهران حول استعدادها لخوض حرب إقليمية، بل إن الإشارات المتكررة – حتى الآن – تظهر التزاماً بعدم الإنجرار إلى هذه الحرب، ولا شك في أن غموض الموقف الإيراني حول الخيارات، ينظر إليه في إسرائيل على أنه تخلٍ عن الأذرع، ما يجعلها طليقة اليد في حروبها، سواء في غزة والضفة والجبهة الشمالية وحتى اليمن.
الرئيس الإيراني الجديد، يتبنى موقفاً تصالحياً حتى مع أمريكا، وبعض قادة الحرس الثوري يرددون عبارات التهديد والوعيد، إلى درجة إبادة الدولة العبرية.
هذا التعارض في المواقف بين مكونين رئيسيين للدولة الواحدة ينتج غموضاً ما يزال يحير العالم تجاه الموقف الحقيقي للدولة الإسلامية، وما يزال يرهق الأذرع والحلفاء في حرب إسرائيل الشرسة عليهم.