البستنجي: اغتيال عقيل قرّب المواجهة الشاملة
قال الكاتب والباحث في الصحافة العبرية الدكتور حيدر البستنجي إن اعتراف إسرائيل العلني بالعملية الأخيرة التي استهدفت إبراهيم عقيل، الشخصية القيادية في حزب الله، يشكل تحولًا دراماتيكيًا في فلسفة الصراع ونبرته، مما يعني أن إسرائيل لم تعد تأبه للخطابات الرنانة.
وأضاف خلال حديثه لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن إسرائيل لجأت تاريخيًا إلى سياسة الغموض في مثل هذه العمليات العسكرية، ورفضت في كثير من الأحيان تأكيد أو نفي المسؤولية. إلا أن هذه العملية مختلفة وتشكل رسالة تحدٍّ، حيث إن عقيل ليس مجرد قائد رفيع المستوى في حزب الله؛ بل هو قائد وحدة العمليات الخاصة النخبوية في الحزب، وعضو كبير في مجلس الجهاد، أقوى هيئة لصنع القرار العسكري في حزب الله.
وبيّن البستنجي أن الأمر الأكثر أهمية هو أن إدراج عقيل على قائمة الإرهاب الأمريكية مع مكافأة قدرها 7 ملايين دولار يعكس أهميته المتبادلة بين الولايات المتحدة، وإسرائيل، وحزب الله.
وعن رسائل العملية، أشار البستنجي إلى أن الرسالة الأولى موجهة إلى الداخل اللبناني وإلى حزب الله تحديدًا. فبعد ساعات قليلة من خطاب حسن نصر الله، جاءت الضربة التي استهدفت عقيل كإعلان جريء لا لبس فيه عن النوايا، ففي الوقت الذي أظهر فيه نصر الله في خطابه القوة والعزيمة، كان الرد الإسرائيلي السريع مصممًا لدحض هذه الرسائل.
أما الرسالة الثانية، وإن كانت ضمنية أكثر، فهي موجهة إلى واشنطن. حيث تظهر هذه العملية البارزة أن إسرائيل توفق بين أهدافها العسكرية والأهداف الأوسع للولايات المتحدة في المنطقة، واستهداف عقيل يثبت دورها كشريك موثوق في الحرب الأمريكية ضد حزب الله وحلفائه.
وأكد البستنجي أن سرعة اعتراف إسرائيل بالعملية تعني أيضًا توسيع نطاق العمليات التي منحتها الولايات المتحدة الضوء الأخضر. ففي اللغة الدبلوماسية والعسكرية، يُفهم أن "الضوء الأخضر" الممنوح للعمليات الخاصة قد توسع، ما يعني أننا قد نشهد أعمالًا أكثر عدوانية في المستقبل.
وأضاف أن الحديث الدائر داخل غرف صنع القرار الإسرائيلية يتمحور حول استهداف قيادات حزب الله بشكل منهجي، ما يشير إلى أن الصراع يتحول إلى مرحلة جديدة من الحرب الدقيقة. وكل ضربة تستهدف القيادة العليا لحزب الله قد ترفع حدة التوترات وتؤدي إلى مواجهة شاملة.