جرش حملت وجه الأردن للعالم
أ. د. عبدالله الزعبي
تشرفت جرش واهلها في الزيارة الملكية، وزادها شرفا بان تكون المحافظة الاولى التي تحتفل بلقاء جلالته بعد نجاح اول مرحلة من مراحل التحديث السياسي، والذي سيتبعها نجاح المراحل الاخرى دون شك وبدعم مباشر من جلالة الملك.
كما ان اختيار ساحة الندوة في آثارها التاريخية لهذه المناسبة وبعد الانتخابات النيابية مباشرة يحمل من المعاني الكثير.
حديث الملك من جرش الموجه لاهلها وللأردنيين كافة يشير بان تتكاتف الجهود للسير بالتحديث الاقتصادي والإداري لكي تواكب مراحله مراحل التحديث السياسي في المملكة ليشعر به ابناء الوطن في كافة أرجاءه.
جرش مدينة التاريخ (لم يستكشف من آثارها إلا الجزء البسيط) والتي وصفها الملك بأنها المدينه التي حملت وجه الأردن للعالم، هي المدينة المستمرة في رسالتها الحضارية مستمدة العزم من الهاشميين اصحاب الشرعية الدينية والتاريخية في المنطقة.
جرش، المدينة الواعدة لكثير من القطاعات التنموية وخاصة السياحية منها والإنتاجية الزراعية والتي تعودت ان تحتضن ابناءها وتفتح ذراعيها لكافة ابناء الوطن للاستفادة من الفرص المتاحة والواعدة لإقامة المشاريع المستقبلية لتكون مساهمة في التنمية الاقتصادية مع بقية شقيقاتها من المحافظات الاخرى للوصول لتحقيق اهداف التنمية المستدامة.
الأردن الدولة المحبة للتعايش السلمي والداعمة للسلام واستقرار المنطقة بالكامل والشبه محاطه بصراعات إقليمية، ومنها ما يجري على الساحة الفلسطينية، فكانت رسالة الملك للعالم باننا نقف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين للدفاع عن حقوقهم والتصدي لكل محاولات تهجيرهم من ارضهم.
من ساحة الندوة من جرش، يؤكد الملك بان الأردن قويا وقادرا على الرد بحزم على كل من يحاول المساس بسيادته وأمنه و او من يرغب بتصفية الحسابات من خلاله، او تفجير الأوضاع في الضفة الغربية والقدس
الشريف.
اننا في الأردن وبكل تاكيد نقف خلف الملك القائد الأعلى للقوات المسلحة والتي تتميز بالجاهزية والقدام والانضباط والجراءة على اتخاذ القرار الميداني.
ان ميزة جاهزية القوات المسلحة، يجب ان لا تختصر على العاملين بالقوات المسلحة فقط، بل يجب ان يكون كلّ العاملين في المؤسسات الوطنية بهذه الانضباطية والجاهزية مهما كانت مواقعهم، وان تكون القيادات التنفيذية في المؤسسات الوطنية الاخرى بكفاءة قيادات المؤسسة العسكرية في القدرة على اتخاذ القرارات والعمل بالميدان والاقدام على تحمل المسؤولية لتحقيق الانجازات وخاصة في المشاريع التنموية مهما كان حجمها للمساهمة في النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي في كافة المجالات في الدولة الأردنية، ليبقى الأردن قوي وواحة امن واستقرار.
ما شاهدناه أمس في جرش ولسان حال أهلها وهم يصافحون جلالة الملك وسمو ولي العهد وكبقية الأردنيون يقول أعطيتنا يمناك نصافحها ولك منا المحبة والوفاء.