أمريكا وديبلوماسية المبعوثين
على مدى السنة الكبيسة، التي هي عمر الحرب على غزة، وامتداداتها إلى ساحات متعددة، دخلت الديبلوماسية الأمريكية اختبار فاعلية وقدرة، ظهرت فيه الدولة العظمى عديمة التأثير في مجال وقف الحرب كحد أقصى، وتحقيق هدنة ولو لأيام كحد أدنى.
لقد حاولت الدولة العظمى موازنة فشلها بالتواجد الدائم في الحرب من خلال المبعوثين بيل بيرنز على جبهة غزة وهوكشتاين على جبهة لبنان، وبلينكن على جبهة الشرق الأوسط.
المبعوثون رفيعو المستوى في الإدارة، ظهر أنهم في أدائهم لمهامهم لا يقدمون ولا يؤخرون، وكأن مجرد حضورهم إلى أرض الحرب هو أقصى المراد، ومنذ اليوم الأول وحتى يومنا هذا وإلى أجل غير مسمى، فلا وظيفة للمبعوثين سوى نقل الرسائل الإسرائيلية، التي تتجدد كل يوم، ويضاف إليها طلبات تعجيزية أدّت حتى الآن إلى تواصل الحرب وفق الإيقاعات التي يحددها نتنياهو ويفرضها على المبعوثين وإدارتهم.
هوكشتاين في إسرائيل من أجل الجبهة الشمالية، وبيرنز مسافر دائم بين واشنطن والقاهرة والدوحة.
وبلينكن يوشك على الإقامة الدائمة في المنطقة، وقد أراق حبراً كثيراً على الصيغ التي يسميها مبادرات، بينما هي مجرد نصوص يضع نتنياهو سطورها وكلماتها والتعديلات عليها لكسب الوقت وإدامة الحرب.
ديبلوماسية المبعوثين فضحت الدولة العظمى، واستنزفت هيبتها المفترضة، حتى بلينكن الذي سيؤدي الزيارة التاسعة أو العاشرة، ضاق ذرعاً بعدم جدوى ما يفعل، وقد أفصح عن أنه ينتظر اليوم التالي للانتخابات، كي يغادر إلى البيت وقد يفعل المبعوثون الآخرون ما يفعل.