مسؤوليات كبيرة بعد الفوز الكبير
طاهر العدوان
مبروك لجبهة العمل الإسلامي هذا الفوز الكبير في الانتخابات، ومبروك للمحامي الصادق والشجاع صالح العرموطي وزملائه الفائزين على هذا الرقم الكبير في نسبة حصاد أصوات الناخبين، الذي يدل على أن المواطنين يراقبون ويميزون أداء النواب حتى وإن كان ذلك بصمت.
نجاح الإسلاميين بهذه الكتلة الكبيرة في مجلس النواب العشرين هو أمر غير مسبوق في أي انتخابات سابقة، مما يلقي عليهم مسؤوليات كبيرة، أولها التأسيس لبناء معارضة منفتحة على ائتلافات أوسع في المجلس، حتى تتمكن المعارضة النيابية من التأثير على مواقف الحكومة وقراراتها وإنهاء ظاهرة العرائض النيابية التي لا يطلع عليها أحد.
بالمقابل، نأمل أن يتغير أسلوب تعامل السلطة السياسية مع المجلس الجديد، وأن تنظر إلى المعارضة الإسلامية وغيرها بنية تشجيع ورعاية بناء التعددية وصيانتها، التزامًا بتوصيات منظومة التحديث التي تدعو إلى الوصول إلى مجلس يقوم على التعددية الحزبية. يجب التخلي عن أساليب حصار المعارضة وعزلها عن أي دور أو تأثير، لأن مثل هذه السياسة لم تفلح في السابق في إضعاف المعارضة بل زادتها قوة وحضورًا، والدليل على ذلك نتائج الانتخابات.
نأمل أن تكون الدولة جادة في الوصول بالبلاد إلى حكومة أغلبية برلمانية حسب منهج الإصلاح السياسي الذي تم تقديمه للشعب في عام 2021.
يكون المجلس النيابي قويًا بتعدديته، خاصة بوجود معارضة قوية حتى وإن كانت أقلية، لأنها تستطيع فرض إرادتها في إحباط التشريعات التي تستهدف جيب المواطن وحريته، وهي من يفرض وجود حكومة قوية للتعامل معها ومواجهتها. الأمر الذي يخلق سلطة سياسية قوية بجناحيها الحكومي والنيابي، سلطة قادرة على التصدي للتحديات والأخطار مهما كانت. جوهر الأمن والأمان الحقيقي الذي يرهب أعداء الوطن يكون في قوة التفاف الشعب حول حكومته وبرلمانه، وغير ذلك مجرد كلام.