الانتخابات الثلاثاء.. الأردنيون يقولون كلمتهم
حسين الرواشدة
غداً ( الثلاثاء) موعد الانتخابات البرلمانية، من حق الأردنيين أن يذهبوا للصناديق لكي يختاروا من يمثلهم، وهم لا يحتاجون لمن يدلهم على الطريق ، ولا لمن يذكرهم بالواجب الذي تمليه عليهم ضمائرهم ، وعي الأردنيين كفيل بفرز مواقفهم، سواء بالمشاركة أو الجلوس كمتفرجين على الشرفات، عملية الانتخاب ستتم بمن حضر، والمجلس النيابي القادم سيحظى بشرعيه التمثيل للجميع ، هذه الشرعية وحدها هي النقطة المركزية التي يجب أن نفكر بها جميعا ،ونتحمل مسؤولية المشاركة فيها، لأننا سندفع أثمانها السياسية ؛ وعندئذ لا ينفع مَن يلوم مَن؟
أمام الأردنيين فرصة للخروج من حالة اليأس والقنوط واللامبالاة، أصواتهم الحرة النظيفة هي التي تقرر خريطة البرلمان ، وهي التي تكافئ من يستحق أن يكون عضوا فاعلا فيه ، أو تعاقب من لا يستحق ذلك ، بأيديهم أقلام تصحيح اوراق الأحزاب وإقرار ما يناسبها من علامات ، بعضها يستحق النجاح ، وأخرى تستحق الرسوب، على مدى أكثر من عام جلسوا يستمعون لما طرحه المتسابقون إلى القبة من شعارات وبرامج ووعود ، أكيد اكتشفوا الصورة وفهموا الدرس ، وقد حان الوقت لي يحاسبوا الجميع ، ويصدروا أحكامهم عليهم.
أعرف ، حدثت أخطاء عديدة خلال فترة الإعداد والاستعداد لانطلاق تجربة التحديث في مسارها السياسي ، هذا مفهوم في سياق ولادة المشروع بعد انقطاع طويل ، وارث مزدحم بالخيبات، أعرف ، أيضا ،ماكينة الدولة تتحرك باتجاه ضمان مشاركة أوسع ، ومناخات نزاهة تفضي إلى التوازن في المخرجات بما يعكس التمثيل الصحيح ، لكن زمن الوصيات انتهى ، ولا مجال للتدخلات .
أعرف، ثالثا، المجتمع ليس بأفضل حالاته، البعض يتمنع تحت الإحساس بالحرد أو الخوف من القادم، آخرون يستبسلون لفرض " غلبتهم" على المشهد من خلال خطابات توظف الدين ، أو تستدعي الحرب على غزة ، أحزاب ، أيضا، انكشفت أوراقها ، ومقاولون دفعوا أموالا سوداء لشراء عروض بعض العطاءات النيابية .
على الرغم من ذلك ، لابد أن يكون الأردنيون واثقين بدولتهم وذاتهم الوطنية، وأن يدققوا بالمشهد من كل زواياه، أمامهم مشروع للتحديث السياسي هو مشروعهم، ودولة تسير وسط الغام قابلة للانفجار، في أية لحظة ، هي دولتهم، وليس لهم غيرها ، وفي صميم ذاكرتهم وضمائرهم إيمان عميق بقدرتهم على الصمود والانتصار على كل من يتحدى وجودهم، هذه الحقائق كفيلة بتحريرهم من الحرد والعزلة، وإنعاش وطنيتهم للإدلاء بأصواتهم ، وتقرير مصير برلمانهم، وتفويت لفرصة على الذين يحاولون ركوب الموجة لتمرير أجنداتهم من تحت "القبة " الأردنية .