لماذا جمعهم الله هنا ...

{title}
أخبار الأردن -

  إبراهيم أبو حويله ...

السؤال المؤلم لماذا جمعهم الله هنا ، وهنا أقف مع حقيقة لا أماري فيها ولا تقبل الشك عندي ، وهي عندما تعيش الشعوب في راحة ودعة تنسى فئة كبيرة منهم أمر ربها وتبتعد عن المدافعة والدعوة والوصول إلى حقيقة الدين ، الدين الذي يريد الله أن يعرف الناس حقيقته ، ولكن بوجود هذه الفئة ، والظلم الذي يقع بسبب هذه الفئة على الأطفال والنساء والعجزة والمسالمين ، ينبري من يقف لهم ، ويدافع عن الحق وأهله ، ألم يقل الطفل في قصة البروج لأمه أثبتي فنحن على الحق ، وهل يعرف الحق إلا من خلال التدافع بين الحق والباطل .

العقل الجمعي لهذه الفئة بلا ضمير ، فلا تستغرب عندما يضع الدماء على الأحياء ويزعم بأنهم أموات ، أو حتى يأتي بأموات كان هو السبب في قتلهم ويغير ملامحهم ويزعم أنهم له ، فقد جاؤوا من قبل على قميص يوسف بدم كذب ، وزعموا من قبل بأن الذبيح هو أباهم ، ثم جاؤوا أباهم عشاء يبكون ، فهم قوم صالحون لا ذنب لهم بل الذنب وقع بحقهم .

طبعا لك أن تتخيل أن إنسانا كهذا يقوم بما يشاء من أعمال ، قتل ، سرقة ، إغتصاب ، وكل الموبقات التي من الممكن أن تتخيلها ، فهو ينشر الفساد في الأرض من الربا إلى الخلاعة إلى الإفلام الإباحية ، ويتاجر بالبشر من خلال الرق الإبيض والدعارة ، حتى وصل إلى التجارة بأعضاء البشر ، كما في القصة مشهورة عن أحد حاخاما تهم ، وليس عنده أي تورع من إستغلال ظرف أي كان للوصول إلى ربح سريع أو مكسب مادي أو معنوي .

منذ تلك اللحظة التي تظن فيها أنك تستطيع أن تذنب بحق من تشاء ثم بعد ذلك تتوب ، ويتوب عليك ذلك الإله المغفل الذي لا يراعي ذمة ولا حقوقا ولا دما ولا معاناة ولا ألما ولا فراقا ولا ضياعا ولا تشريدا ، عندها تستطيع أن تمد رجليك فهذا الإله هو إله وفق الطلب .

وتكونوا من بعده قوما صالحين ، وهذه هي عقيدة اليه ود في إلههم للإسف ، فهذا الإله من السذاجة بمكان بحيث تقوم بفعلتك ثم تتوب ، وهو بعد ذلك يتوب عليك وكأن شيئا لم يكن ، لم تتغير هذه النظرة في رؤوسهم منذ زمن يوسف عليه السلام إلى اليوم ، لا بل أصبحت عقيدة عندهم ، فهم يقومون بما يريدون ثم يتوبون هكذا بكل بساطة ، وهذا الإله الذي هو ( ي هوه ) يتوب عليهم فهو رهن إشارتهم ، بل هو موجود من أجلهم ، ومن أجل سعادتهم ، ومن أجل تفوقهم ، بل أكثر من ذلك هو إله خاص بهم ، ولباقي البشر الهة أخرى ، كيف لا أدري ولكن هذه ببساطة عقيدتهم .

لذلك لا تتفاجأ عندما تعرف أنهم أسياد المال في العالم ، لا بل أسياد كل تجارة فاسدة في هذا العالم من المخدرات إلى السلاح إلى الدعارة إلى غيره الكثير الكثير ، الضمير في هذا الإنسان قد توقف تماما فهو يقوم بما يقوم به بدون أدنى شعور بالذنب ، ولا حتى مجرد حرج مما يقوم به ، وهذا واضح في الإعترافات التي نشروها هم عن أنفسهم ، والمذابح التي قاموا بها وكان يضحك بكل راحة وكأن هذا الأخر ليس بشرا ولا حياة ولا حتى ..، ونظرة صغيره على ما يقومون به في هذا العالم تجلعك ترى بوضوح طبيعة هذه النفسية، وتجعلك تصل إلى هذه الحقيقة .

لقد ثبت الله هذه القصص في كتاب يتلى إلى يوم القيامة لتنكشف لكل مخدوع حقيقتهم ، وطبيعة فكرهم وصورتهم النفسية بشكل مجرد لا يقبل الشك ، ولكن نحن من نغفل عن كتاب الله ونظن فيهم ظنا غير الحقيقة ، والحقيقة أنهم لا ولن يتغيروا ، فهذه اليد تبت وتبّ صاحبها ، ومع أنها تستطيع أن تعلن لكل البشر بأنها تابت ولو نفاقا ولكن لا لن تتوب وستبقى متبوبة إلى الأبد ، ما دامت تحمل هذه الخرافات التي غرسها رجال الدين المنحرفون في رؤوسهم ، فهم قوم بهت كما قال الصحابي الذي أسلم منهم عبدالله بن سلام . 
 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير