فرصة تاريخية قد لا تتكرر

{title}
أخبار الأردن -

   هيثم دراغمة

أولى مباريات النشامى في تصفيات كأس العالم الحاسمة كانت قاسية ومؤلمة من حيث النتيجة، حيث ظهر منتخبنا بعيدًا عن مستواه المعتاد. المشاكل تزايدت بسبب اختيار التشكيل، وتغيير مراكز اللاعبين، والدفع بلاعبين غير جاهزين، بالإضافة إلى استبعاد لاعبين من القائمة وعدم استدعاء بعض اللاعبين المؤثرين، خصوصًا فراس شلباية، لاعب الجهة اليمنى، الذي حقق أعلى الأرقام في صناعة الأهداف محليًا في الموسم السابق. وكان غياب شلباية ملحوظًا في مباراة الكويت، التي كانت تستدعي لاعب طرف هجومي قادر على صناعة الفارق، لا سيما في ظل عدم جاهزية إحسان حداد وعدم مشاركته.

الأمور زادت تعقيدًا عندما صرح المدرب جمال سلامي قبل المباراة بأن استبعاد بعض اللاعبين كان بناءً على الجاهزية، بما في ذلك أنس العوضات. إلا أنه بعد المباراة صرح بأن بعض اللاعبين الذين شاركوا لم يكونوا جاهزين، مما جعل تصريحاته متناقضة.

أما بالنسبة لخطة اللعب (3-4-3) في شكلها الهجومي، فهي تتطلب أن يكون للطرفين دور هجومي واضح، خاصة عند مواجهة فريق يدافع بشكل منظم. لكن في المباراة، كانت المهام الهجومية ملقاة على محمود مرضي، الذي لعب في غير مركزه وتأثرت أداؤه بسبب مشاركته في الجهة اليمنى، رغم أنه يجيد اللعب في الجهة اليسرى. من ناحية أخرى، غابت المهام الهجومية في الجهة اليسرى حيث كانت أدوار أبو حشيش دفاعية بحتة، وهو ظهير يفضل اللعب في خطة تعتمد على 4 مدافعين، وليس في خطة تتطلب أطرافًا هجومية. هذا التغيير في المراكز والتبديلات كلفنا الكثير على طرفي الملعب.

بالنسبة لصيصا، أتمنى من الجماهير دعمه ورفع معنوياته. لقد شارك في توقيت صعب وهو صانع ألعاب يجيد اللعب بين الخطوط، ولا يمكن أن يكون بديلاً لموسى التعمري، حتى لو تغيرت الطريقة كما حدث. كان من الأفضل الحفاظ على الأسلوب الهجومي بإشراك لاعب طرف هجومي يعوض غياب التعمري. عدم وجود عارف الحاج في القائمة كان غريبًا للغاية، ومع ذلك كان الحل الأنسب هو الزج بمهند أبو طه وعدم اللجوء إلى الابتكار أو التغيير في هذا التوقيت الصعب.

لا أعلم ما إذا كان المدرب سلامي يحاول إثبات شيء معين من خلال توظيف اللاعبين في غير مراكزهم، أم أنه حتى الآن لم يتعرف جيدًا على إمكانيات اللاعبين. وفي كلتا الحالتين، لا يمكن تقبل ذلك. ومع ذلك، نتمنى له التوفيق وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.

خسرنا نقطتين في مباراة كانت سهلة، ولكن من الآن علينا طي الصفحة. منتخبنا سافر إلى ماليزيا وهو بحاجة إلى الدعم والمساندة. بعد المباراة القادمة، يكون المدرب جمال سلامي مطالبًا بإعادة ترتيب أوراق المنتخب واختيار من يستحق المشاركة، والأهم من ذلك توظيف اللاعبين في مراكزهم، والابتعاد عن التغييرات غير الضرورية.

قلوبنا مع المنتخب ودعمنا متواصل. هذه فرصة تاريخية قد لا تتكرر، وغضب الجماهير مبرر لأن حلم المونديال يراود الجميع. التركيز مطلوب، والتشجيع هو خيارنا الأول والأخير.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير