محللون: عملية تهجير واسعة بدأت في الضفة الغربية
يقول محللون إن إسرائيل بدأت عملية تهجير واسعة في الضفة الغربية، مستغلةً الضعف الفلسطيني والتواطؤ الدولي والعربي، مؤكدين أن هذه التحركات لن تقتصر على الضفة بل ستمتد إلى فلسطينيي الداخل وربما دول المنطقة.
قامت قوات الاحتلال بعملية عسكرية هي الأكبر منذ عقدين في الضفة الغربية بذريعة تدمير بنية تحتية للمقاومة، بينما دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لتطبيق سيناريو غزة في الضفة.
خطة تهجير ممنهجة
يرى الدكتور حسن أيوب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية، أن إسرائيل تنفذ استراتيجية طويلة الأمد لإخلاء الضفة من سكانها، مستغلة الانقسام الفلسطيني وضعف القيادة الفلسطينية.
وأكد أيوب أن العملية تهدف لاقتلاع كل ما يخص الفلسطينيين والقضاء على فرص توحدهم لإقامة دولتهم المستقلة، وهو ما يمثل مرحلة جديدة في سياسات الاحتلال.
من جهته، يرى المحلل السياسي عريب الرنتاوي أن ما تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية هو امتداد للحرب على غزة وليس نتيجة لها، مؤكدًا أن الضفة هي الهدف الرئيسي لإسرائيل.
وأشار الرنتاوي إلى أن إسرائيل تطبق نظرية الحسم التي كانت تعد يمينية وأصبحت الآن استراتيجية عامة للدولة.
الموقف الدولي والعربي
الولايات المتحدة اتخذت موقفًا مشابهًا لموقفها من الحرب على غزة، ووصفت ما يجري في الضفة بأنه "مشاكل مثيرة للقلق"، مما يعكس تواطؤًا دوليًا.
وأكد ديفيد داغرتي، مدير المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية، أن إدارة بايدن تتعامل مع ما يجري كجزء من الدفاع عن النفس الإسرائيلي.
الرنتاوي أكد أن ضعف الموقف الفلسطيني والعربي يسهل خطط إسرائيل، مشيرًا إلى أن المخاوف من اتساع نطاق الحرب قد تراجعت مع تردد إيران وحزب الله في الرد، مما يتيح لنتنياهو التحرك بحرية أكبر.
مواجهة خطط إسرائيل
دعا أيوب إلى ضرورة تحرك السلطة الفلسطينية لإعادة ترتيب الصف الداخلي وإنهاء الانقسام ووقف التعاون الأمني مع الاحتلال. وأكد أن استمرار الضعف الفلسطيني يتيح لإسرائيل تنفيذ مخططاتها التهجيرية.
وألقى داغرتي باللوم على السلطة الفلسطينية لعجزها المستمر وعدم قدرتها على حماية الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن الانقسام الفلسطيني والانتهازية الإسرائيلية ساهمتا في تعميق الأزمة.
تداعيات التهجير
حذر الرنتاوي من أن تهجير الضفة يمثل تهديدًا وجوديًا للأردن، حيث تسعى إسرائيل لتوسيع مستوطناتها على حساب السكان الفلسطينيين، مؤكدًا أن مخططات التهجير لن تتوقف عند غزة والضفة بل ستمتد إلى الداخل الفلسطيني وبعض دول الجوار.
واختتم الرنتاوي بالقول إن الوضع في الضفة مفتوح على كل الاحتمالات، وربما يتوسع نحو الأردن وفلسطينيي الداخل، داعيًا إلى موقف عربي وفلسطيني موحد لمواجهة هذه التحديات الخطيرة.