ارحمو الوطن والمواطن ، فما هكذا تورد الأبل...
إبراهيم أبو حويله
المتتبع لما يطرح من برامج حوارية يصاب بالصدمة من الإنفصام الواضح في الفهم .
فهذا صاحب قرار في القطاع العام نرجسي الهوى والفكر والشخصية يتبنى فكرة ما ويطرح افكار في العسل كما يقولون ، ويسعى بكل قوة لإثبات صحتها ، ويُخرج الأدلة والبراهين من ادراج الدراسات السابقة والإحصاءات والدول الغربية والمؤسسات الدولية ليثبت وجهة نظر ، ثم بعد طرحها نكتشف تلك العيوب والثغرات وقصر النظر فيها .
ومن جهة اخرى تجد حزبي يريد أن ينهي البطالة ويعيد القطاعات التي تمت خصخصتها ، ويفتح فيها مشاريع وطنية وانتاجية ، وثالث يريد اعادة صياغة النقل ورابع وخامس ، طبعا هناك فرق بين الخطاب الجماهري والخطاب الحزبي الواعي الذي يلامس الحقيقة ويكشف كنها ويسعى لخلق واقع افضل وليس حلم أفضل .
ومن جهة ثالثة تجد مؤسسة سيادية مثل مؤسسة الضمان او وزارة العمل او نقابة ما بالتنسيق مع وزير ما ، تسعى لفرض قوانين وأنظمة على قطاع العمل الخاص في الوطن ، دون ادنى مشاروة او تشارو او تنسيق ، ولا أدري حقا هل هي في العسل ام في السمن ، وجرة السمن المعلقة فوق رؤوسهم قد طالتها عصا الراعي منذ زمن بعيد وذهب السمن ادراج الرياح .
ونعلق مرة اخرى كما علقت قطاعات في هذا الوطن الحبيب ، وكما اغلقت قطاعات واصبحت من الماضي البعيد ، ومن جهة اخرى تجد صاحبنا الحزبي بعصاه السحرية يريد أن يعيد المستثمرين الذين خرجوا ، ويحضر في جلسة اخرى اولئك الذين لم يأتوا .
وستطال عصا الواقع كل تلك الأحلام وتتحطم للأسف فوق رؤوس المواطنين مرة أخرى .
هناك فرق بين أن تكون مسؤول عن مؤسسة خاصة وتسعى بكل قوتك لإنجاحها هنا يكون التركيز في مجال واحد فقط هو تلك المؤسسة، ومن الممكن ان تنجح ، وبين أن تكون مسؤول في وطن ، الوطن كتلة واحدة قائم على كل قطاعاته ، فالمواطن له حقوق والحكومة لها حقوق ، والعمل له حقوق والعامل له حقوق ، والمستثمر له حقوق ، والزبون له حقوق ، والمنافسة والجودة والسعر والقدرة المالية والتسويق والسوق والتجارة العالمية والتحديات والمواد الخام والإستيراد والتصدير وسلاسل التوريد والإنتاج وووو.
وبعد ذلك يجلس مسؤول ما او حزبي ما في معتزله ، ويخرج لنا بفكرة خرقاء قميئة لا تصلح لشيء ، ويسعى بها في ليلة ظلماء وتصبح قانونا ، ثم نتفاجأ بأن القانون لا يمكن تطبيقه فنسعى لتعديله ، وما حدث في قصة منع الموظف العام من العمل ثم السماح له بشروط ، ثم يتم بعد ذلك تعديل الشروط .
وملك البلاد اطال الله عمره ، يطالب بالحوار الوطني والمشاروة والمشورة ويسعى لأن تكون القطاعات منفتحة بعضها على بعض ، وينشيء مبادرات للحوار ، ويجمع جميع الأطراف من اكاديمين ومختصين وقطاع خاص وعام للخروج برؤى ملكية ، ثم بعد ذلك يتم تعليق الرؤى الملكية ولا تجد طريقا للتنفيذ إلا تلك التي لا تتعارض مع رؤية صاحب المعتزل .
وما زال البحث عن المايسترو مستمرا .
ارحمونا ،،