مزايا اصطناع التفاؤل
غزة تنتظر دخاناً أبيض ينطلق من الدوحة أو القاهرة، التفاؤل الذي يشيعه الوسطاء.. لم يصل حد التبشير بحلٍ وشيك في متناول اليد، كل الأطراف المشاركة في المفاوضات بحاجة للتفاؤل، الرئيس بايدن أولهم فهو بحاجة إلى أن يظهر تقدماً يوضع في رصيد الحزب الديموقراطي، ومصر وقطر بحاجة لإظهار التفاؤل لتفسير تواصل جهودهما ليس كوسطاء فحسب، وإنما كممثلين عن حركة حماس، الواقفة خلف الباب انتظاراً لموافقة إسرائيلية على صيغة تستطيع قبولها، أو التعايش معها.
أمّا إسرائيل الممسكة بمفاتيح النجاح والفشل، فإنها تستفيد من إظهار التفاؤل حتى لو لم يكن مبرراً في الواقع، تمشياً مع التفاؤل الأمريكي ولإظهار التعاون في أمر يرضي العالم، ولا يحول بينها وبين مواصلة حربها المفتوحة على الزمن.
غزة لم تعد مجرد مكان يستقبل الموت والدمار الجماعي كل يوم، بل إن الحياة فيها شلت تماماً حتى أن السيد غوتيريش طلب هدنة لتطعيم الأطفال المهددين بكل الأوبئة والأمراض.
إسرائيل ونتنياهو بالذات يؤدي المفاوضات بما يخدم أجندته، ورغم كل ما تخسر إسرائيل في هذه الحرب إلا أن الذي يعنيه.. كم درجة تقدم على غانتس في الاستطلاعات، وآخر ما حرر في هذا الأمر أنه في آخر استطلاع تقدم درجة واحدة، هو ينسب هذا التقدم إلى قراره بمواصلة الحرب وإعاقة الجهود الهادفة إلى إحراز هدنة، وعلى هذا الأساس يكتفي بإرسال الوفود للمشاغلة وكسب الوقت بذلك، كما يعتقد يصطاد عدة عصافير في مناورة واحدة، فالذي يعنيه إرضاء الأمريكيين وإرضاء جمهور الاستطلاعات، وفاتورة هذه السياسة تدفعها غزة وحدها وإلى جوارها الضفة.
رأي مسار