استقالة مفاجئة لنائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف.. ما الأسباب؟
في منشور عبر منصة "إكس"، أعلن نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف استقالته من منصبه، بعد 10 أيام فقط من توليه
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد عيّن ظريف مطلع شهر أغسطس الجاري نائبا لرئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية، وأوكل إليه مسؤولية مركز البحوث الاستراتيجية الرئاسية
أثار منشور ظريف الكثير من الأسئلة لما يحمله من إشارات إلى وجود خلافات داخلية في مؤسسة الرئاسة حول قائمة الوزراء التي قدمها الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مؤخرا إلى البرلمان
وبحسب "إيران إنترناشيونال"، فإن تصريحات ظريف تؤكد أن 10 من الوزراء الذين اقترحهم بزشكيان لم يكونوا ضمن قائمة المجلس الاستراتيجي، حيث كتب: "أتمنى لهم كل التوفيق، وقد قلت مرارا إن من حق الرئيس أن يختار أعضاء حكومته، والمجلس الاستراتيجي واللجان هي هيئات استشارية فقط".
وأضاف: "أشكر أصدقائي في اللجان والمجلس الاستراتيجي الذين عملوا ليل نهار لمدة أربعة أسابيع، وقاموا بمراجعة أكثر من ألف مرشح حتى نتمكن من عرض النتائج على الرئيس، لكنني بالطبع لست راضيا عن نتيجة عملي، وأشعر بالخجل لأنني لم أتمكن من تنفيذ ما جاءت به التقييمات الفنية للجان وضمان حضور النساء والشباب والأقليات كما وعدت".
وقد أرجع ظريف سبب استقالته إلى "تجربة مجلس قيادة المرحلة الانتقالية إضافة إلى مشاكل أخرى"، لذا أعلن عزمه مواصلة عمله الجامعي، كما اعتذر عن عدم قدرته على "متابعة الأمور في أروقة السياسة الداخلية".
كذلك أشار ظريف في تغريدته المطولة إلى أن هذه كانت أول تجربة مليئة بالتقصير، ولكن بالتأكيد ستتحسن في المستقبل.
وكان بزشكيان قد قدم تشكيلته الوزارية إلى البرلمان بعد شهر من إعلان فوزه بالانتخابات رئيسا لإيران، ومن المقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل اجتماعات مراجعة مؤهلات هؤلاء الوزراء المرشحين
وتضمنت هذه القائمة تعيين عباس عراقجي وزيرا للخارجية، وإسماعيل خطيب وزيرا للاستخبارات
يذكر أن عراقجي عمل سابقا كمساعد لوزير الخارجية في حكومة حسن روحاني، ولعب دورا بارزا في المفاوضات النووية مع الغرب
كما عمل إسماعيل خطيب وزيرا للاستخبارات أيضا في حكومة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، وشهدت إيران خلال فترة ولايته انفجار كرمان في ذكرى مقتل قائد "فيلق القدس" بـ"الحرس الثوري"، قاسم سليماني، والذي أدى إلى مقتل وجرح المئات من الأشخاص، وكذلك اغتيال إسماعيل هنية في طهران
لم تتضمن قائمة بزشكيان المقترحة سوى امرأة وحيدة، وهي فرزانة صادق، التي تم ترشيحها لوزارة الطرق والتنمية
وقد نقلت "إيران إنترناشيونال" أنه وفقا للتقليد المتبع في العقود الماضية، فإنه يتم الإعلان عن أسماء وزراء الاستخبارات والدفاع والخارجية بعد التنسيق والموافقة من قِبل المرشد الإيراني، علي خامنئي
لكن مسعود بزشكيان قال قبل أسابيع إنه سيأخذ قائمة حكومته المقترحة برمتها إلى المرشد علي خامنئي لتقديمها إلى البرلمان بعد "التنسيق والتشاور معه".
بجانب انتقادات ظريف، نقلت "إيران إنترناشيونال" تصريحات للناشطة الإصلاحية وعضو البرلمان السابقة، بروانه سلحشوري، تصف التشكيلة الحكومية بأنها جاءت وفقا لـ"المحاصصة والتدخل الواضح".
كذلك، رئيسة "جبهة الإصلاح"، آذر منصوري، قالت: "لا يجب أن تتوقعوا معجزات من هذه الحكومة، ويجب أن تضعوا في اعتباركم أن أكثر من 80 في المئة من سلطة البلاد في أيدي الفروع الأخرى للسلطة".
ويعد جواد ظريف من أبرز الساسة على الساحة الإيرانية في العقد الماضي، حيث شغل الكثير من المناصب الدولية والمحلية. كما أن ظريف من أبرز مهندسي الاتفاق النووي الإيراني الذي عقدته إيران مع إدارة الرئيس أوباما في عام 2015.