رسالة لكل طالب توجيهي زعلان ومنكد على حاله

{title}
أخبار الأردن -

نسرين قطامش 

قبل ٢٦ عام دخلت مثل كل طالب توجيهي بعد إعلان النتائج بدوامة شو بدي أدرس ووين وشو أحسن جامعة. 

وفي عائلة كلها مهندسين، وطموحاتي منذ الطفولة بدراسة الطب كانت خياراتي صعبة ضمن معدلي اللي كان ٨٧.٩ 

وحتى أحقق طموحي ورغبات أهلي كنت مصرة إني بدي أعيد التوجيهي، لكن  بعد نقاشات وجدالات مع نفسي ومع أهلي ومعلماتي وصاحباتي قررت أقدم على قائمة القبول الموحد وأشوف خياراتي. من ضمن قائمة التخصصات اخترت تخصص إدارة الموارد والبيئة في الجامعة الأردنية. 

ورحت وسجلت فيه "لكن داخليا ما كنت مقتنعة، وكنت مصرة إني رح أعيد التوجيهي، وفعلا هيك قضيت أول فصل في الجامعة بدرس لحتى أعيد التوجيهي وما استمتعت ولا بيوم في الجامعة.

مع بداية الفصل الجامعي- وبالصدفة- تعرفت على طريق عمادة شؤون الطلبة. اكتشفت أنه الجامعة فيها عالم آخر؛  مجلس طلبة، ونادي الخدمة العامة، ونادي الصحة، ونادي العقل، ونادي الشطرنج والموسيقى والفنون وغيره من الأندية الطلبة. 

استهوتني الفكرة وخاصة إني كنت مغرمة بفكرة التطوع والعمل المجتمعي ومجلس الطلبة من أيام المدرسة. فوجدت ضالتي ووجدت شغفي. 

وبالفعل انغمست في أنشطة العمادة، ومن ثم أصبحت عضوا في مجلس الطلبة، وبعدها عضو مؤسس في مكتب خدمة المجتمع، وعضو في العديد من اللجان العليا لبرامج الشباب وتفعيل المشاركة السياسية وتمكين المرأة والانتخابات…. الخ 

قضيت ٧٠٪؜ من حياتي الجامعية في العمل التطوعي والعمل الاجتماعي من خلال مجلس الطلبة. 

حرفيا ما كان عندي وقت فراغ حتى لو دقائق- لدرجة انه كنا أنا وزملائي نستثمر الاستراحة بين المحاضرات لنروح ننجز شغل في مكتب خدمة المجتمع أو العمادة- وخاصة أيام استقبال الطلبة المستجدين، وأيام التخريج، ولما يكون في فعاليات وأنشطة كبيرة.

وضمن برنامج أعرف وطنك، زرت قرى ومناطق بعيدة مثل البيضا، بلعما، الغويرية، دير علا، الحصن، مخيم البقعة….إلخ، تعرفت على الناس عن قرب، ادركت احتياجاتهم الحقيقية، أدركت قيم الكرم وحسن الضيافة والعطاء وعزة النفس رغم الفقر والحاجة في كثير من الأحيان.

المهارات والمعارف والعلاقات التي اكتسبتها من خلال العمل التطوعي والاجتماعي تفوقت على المعلومات النظرية المتوفرة اليوم بكبسة زر. 

من تجربتي تعملت إنه لما تركز إنك تستثمر فترة الدراسة الجامعية في بناء مهاراتك، وتنمية كفاءاتك، وتوسعة دائرة معارفك ومدى إداركك للقضايا المحلية والدولية، وتعرف حاجات أبناء وطنك … وتعرف كيف تستشرف المستقبل. 

 رح تكون إنت المطلوب في سوق العمل مش تخصصك.  

واليوم فخورة بأن أكون مديرة واحدة من أهم المؤسسات الوطنية وأن أعكس الخبرات والمهارات التي اكتسبتها على خطط المؤسسة وبرامجها واستفيد منها في قيادة فريق العمل. 

وفخورة أنه تم تكريمي مؤخرا من قبل الجامعة كخريج مميز. 

نتيجتك في التوجيهي مش آخر المشوار ولا آخر الدنيا… لسى الفرص قدامك كتيرة… والأبواب متعددة…

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير