قصص أطفال غزة وثائق هامة حول الإبادة الجماعية

{title}
أخبار الأردن -


   نبيل السهلي - هولندا

قامت جمعية اليرموك واللجنة الأهلية لمدينة صفد ومقرهما مملكة السويد، والتي يرأسهما الأستاذ إميل صرصور، بعمل إبداعي مفيد للقضية الفلسطينية، تمثل بمسابقة لقصص أطفال قطاع غزة لنقل معاناتهم ببراءة، خلال عمليات الإبادة الجماعية المستمرة منذ تشرين الأول / أكتوبر الماضي، ولتكون القصص وثائق هامة ستقدم بعد ترجمتها لعدة لغات إلى المنظمات الدولية كشاهد على جرائم الحرب والإبادة الجماعية، التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

بذور الفكرة

عرض الأستاذ إمیل صرصور أفكاره على صدیقه الأديب الأستاذ رزق المزعنن في غزة أثناء اتصالاتهما  الدائمة، وتمخضت الحوارات عن  فكرة عمل مسابقة لكتابة القصة القصيرة للفئة العمرية من 8- 16 عاماً دعماً لأطفال غزة، خاصة في ظروف  المعاناة الرھیبة التي یعانون منھا خلال ھذه الحرب التي طالت البشر والحجر وكافة سبل الحياة، وبدأ العمل لتنفيذ المشروع منذ أيّار/مايو الماضي،  على الرغم من الظروف الصعبة والعقبات العديدة، وفي مقدمتها عدم استقرار الأوضاع وحالة النزوح المتكررة، واجتیاح الجيش الإسرائيلي لمناطق جدیدة باستمرار، فضلاً عن عدم توفر الكھرباء والإنترنت، حیث أن غالبية الأطفال  يذهبون إلى مناطق بعيدة عن أماكن نزوحھم أو خیامھم من أجل الحصول على خدمات الانترنت. واللافت أنه حین عرضت فكرة مسابقة القصة وكتابتها من قبل الأطفال، رفض عدد لا بأس به منهم المشاركة، وتساءل عمّا إذا كان یستطیع الغناء أو التمثیل أو الدبكة أو الألعاب والترفيهية بدلاً من الكتابة التي صار یشعر أنھا عبء عليه في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة. أما مسئولي أماكن الإيواء، فمنهم من رحبّ بالفكرة ومنهم من رفضها واستهجن نظراً للجوع الذي يعاني منه غالبية قطاع غزة، بذل الأستاذ المزعنن في قطاع غزة جهوداً كبيرةً لتنفيذ المسابقة، خاصة وأن مكتبات بيع القرطاسية قد تمّ تدمير غالبيتها، وتم الحصول على قرطاسية من أوراق وأقلام من بعض البسطات وكأنها كنز في زمن العدوان والإبادة الجماعية. شارك عدد من تلاميذ قطاع غزة في المسابقة القصصية من خلال فئتان، الأولى بين (8 -12) سنة من العمر والفئة الثانية بين (13 -16) سنة من العمر.

وثائق تؤكد أعمال الإبادة

صدرت نتائج المسابقة للفئتين من أطفال قطاع غزة في نهاية تموز/يوليو الماضي بعد أن أشرف الأستاذ المزعنن على لجنة للترشح وتقييم القصص وصولاً إلى إصدار النتائج؛ وبغض النظر عن أسماء الفائزين من الفئتين، إلا أن عمل المسابقة هام ومفيد للقضية الفلسطينية، خاصة وأن جمعية اليرموك واللجنة الأهلية لمدينة صفد اللتان تصدا للمشروع قد وعدا بترجمة قصص الأطفال إلى اللغتين الإنجليزية والسويدية، ونتمنى الترجمة إلى لغات أخرى ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي حتى تصل إلى طيف واسع من المتابعين في جهات الأرض الأربعة، ومن ثم تسليمها إلى المنظمات الدولية وبشكل خاص إلى منظمتي الجنائية والعدل الدوليتين، لتصبح قصص أطفال غزة وثائق معتمدة حول عمليات الإبادة الجماعية التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق اهالي قطاع غزة والشعب الفلسطيني. ومن نافلة القول أن حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة التي ترتكبها إسرائيل على مدار الساعة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي طالت بشكل أساسي الأطفال ومدارسهم والمكتبات، ونالت من سنتهم الدراسية، جنباً إلى جنب مع ملاحقتهم وتقتيلهم، وهم يشكلون نحو (53) في المائة من إجمالي سكان قطاع غزة، وتبعاً لذلك سقط نحو (40) ألف شهيد، جلّهم من الأطفال، فضلاً عن ضعف الرقم من الجرحى والمغيبين.

 

 


 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير