تراشقٌ في التصريحات بين أمريكا وإيران... والأخيرة: لن نتراجع
قال الدكتور محمد مهدي شريعة مدار ردًا على سؤال قناة "سكاي نيوز عربية" عمَّا إذا كان هناك فرصة لتجاوز التصعيد الإيراني، إن هناك فرقًا بين الرد والتصعيد، فإيران لا ترغب بالتصعيد، وإنما تريد استيفاء حقها في الرد على الجريمة التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي، وفقًا لأبسط المبادئ الحقوقية والقانونية، فالجريمة لا ينبغي أن تبقى بلا عقاب، بل ينبغي على العقاب أن يكون بمستوى الجريمة المرتكبة بحقنا.
وأضاف أن الكيان الصهيوني اخترق السيادة الإيرانية وأضر بمصالح الأمن القومي الإيراني بقتله ضيوف إيران، مشيرًا إلى أن الرد الجديد سيوقف استهتار الكيان وبطشه، بالرغم من أن إيران لا ترغب في خوض حرب مع إسرائيل، وتوسعة رقعة الحرب، إلا أن الإجابة على ذلك، يمكن العثور عليها في أروقة القرار في تل أبيب، وواشنطن.
وبالحديث عن قدرات إيران، أوضح الدكتور شريعة مدار أن الخيار العسكري الأمريكي موجود على الطاولة منذ عهد الرئيس بوش الأب، أي منذ أكثر من 30 عامًا، إلا أنهم لم يلجؤوا إليه رغم الصراعات الدائرة والمستمرة بين الطرفين، لمعرفتهم الدقيقة بقدرات إيران الدفاعية.
من جانبه، قال الكاتب الصحافي خير الله خير الله، إن إيران تعلم ما الذي تفعله، فهي تخوض حروبًا أخرى في المنطقة، لكن أن تجد نفسها مجبرة على خوض الحرب بشكلٍ مباشر مع إسرائيل، فهذا يدفعنا للتساؤل حول معرفة إيران بثمن الصراع مع إسرائيل، ففي النهاية، تعد إسرائيل دولة نووية قادرة على الإضرار بالصالح الإيرانية الحيوية، والبنية التحتية، وبالطبع، مع غطاء أمريكي دون أدنى شك.
وذكر أن ذلك يجبر إيران على إجراء حسابات دقيقة، في وقتٍ لم تظهر القيادة الإيرانية فيه وكأنها متهورة بشكلٍ يجعلها تقدم على مغامرة كبيرة ستستنزفها، مثلما حدث بعد ضرب ميناء الحديدة، والمنشآت النفطية، وهو ما عمل على ردع حركة أنصار الله (الحوثيون).
وفي سياقٍ متصل، قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ديفيد شانكر إن التزام الولايات المتحدة الأمريكية بالدفاع عن إسرائيل لا يكمن في مواجهة أعداء الأخيرة، وإنما تزويدها بالأسلحة اللازمة، مضيفًا أن تورط إسرائيل في حرب مع إيران ووكلائها سيكون مدعومًا من الإدارة الأمريكية التي تحاول أن تحد من هذا التصعيد.
وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تعلم تمامًا أن الرد الإيراني قادم لا محالة، بسبب مقتل فؤاد شكر في لبنان، ومقتل اسماعيل هنية في إيران، ما تسبب لها بإحراج كبيرة، وبخاصة، أن ذلك أظهر ضعفها وأنها لم تتمكن من حمايتهما، لافتًا إلى أن أصولًا أمريكية كانت قد أرسلت إلى المنطقة بما فيها من حاملة الطائرات، والغواصات، والمقاتلات الجوية، وذلك حتى تكون بمثابة رسالة لإيران بأنه يجب عليها التريث عوضًا عن انزلاق المنطقة نحو الصراع.