خبير عسكري يفسر سبب الحميمية بين إسرائيل وأذربيجان... ويصف الأخيرة بالقاتل الصامت

{title}
أخبار الأردن -

 

علاقة أذربيجان بإسرائيل وموقفها من العدوان في غزة تشكلها تفاعلات معقدة من العوامل التاريخية، والجيوسياسية، والاستراتيجية، فأذربيجان غنية بالنفط والغاز الطبيعي، وصادراتها من الطاقة تشكل حجر الزاوية في اقتصادها، لذلك، فإن إسرائيل تعد زبونًا مهمًا لنفطها، الأمر الذي دفع بالعلاقات الاقتصادية إلى مستويات غير مسبوقة، بالإضافة إلى ذلك، قدمت إسرائيل التكنولوجيا العسكرية لأذربيجان، والتي كانت حاسمة في سياق الصراعات الإقليمية، وخاصة مع أرمينيا حول ناغورنو كاراباخ.

كما أن أذربيجان وإسرائيل تشتركان في المخاوف بشأن نفوذ إيران في المنطقة، وتنظران إلى سياسات إيران وقدراتها النووية المحتملة بقلق، ليعزز هذا الاهتمام المتبادل شراكة استراتيجية لافتة للنظر.

وفي هذا الصدد، قال الخبير العسكري العميد الركن أيمن الروسان في حديثه لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية إن سر التقارب الأذربيجاني الإسرائيلي سببه النضال السياسي للقيادة الإيرانية، وهذا يعني ضرورة منع إيران من إنتاج أسلحة نووية، وإضعاف أذرعها، والحد من صلاحيات أتباعها.

وبيّن أنه في الوقت الذي يقر فيه الساسة الإسرائيليون، بأن التحالف الإسرائيلي الأذربيجاني يقف ضد طهران، ويشكل جبهة موحدة في مواجهتها، نجد أن إيران متخوفة من تنامي علاقات هذا الثنائي، وأنها باتت تمثل تهديدًا رئيسيًا لإيران على خلفية بعض المظاهر التي تكشف عن تزايد العلاقات الخاصة، والتي تتمثل باتساع نفوذ تل أبيب داخل الهيكل السياسي، والأمني، والاستخباراتي لباكو، وفي تعزيز الحضور التكنولوجي الاستخباراتي لإسرائيل.

وأشار إلى أن إيران تنظر بعين الريبة إلى دور أذربيجان المتزايد في محاولات تطويقها إقليميًا في إطار استراتيجية العقوبات والضغوط التي تمارسها واشنطن على طهران.

أبعاد التقارب الأذربيجاني والإسرائيلي على المنطقة

وقال الخبير العسكري الروسان إن الحدود الدولية بين أذربيجان وإيران ممتدة وتصل حتى مسافة 765 كم، كما أن هناك تداخلًا في الأصول العرقية بين أذربيجان وإيران، لا سيّما أن الإيرانيين من أصول أذرية يشكلون ما بين 16 – 20% (أي ما بين 14 – 18 مليون نسمة) من مجموع سكان إيران، كما أن أذربيجان تتشارك مع إيران في أنهما تتصدران الدول الأعلى في نسبة المنتمين للمذهب الشيعي في سكانهما.

وبيّن أن أذربيجان تُمثِّل معبرًا جويًا بديلًا للربط بين شرقيّ آسيا وأوروبا عبر بحر قزوين في حال الاضطرار إلى تجاوز الممر الجوي الروسي والإيراني، إلى جانب وجود دوافع إسرائيلية لمحاولة الاقتراب من الحدود الإيرانية ردًا على الاقتراب الإيراني من حدود فلسطين المحتلة في غزة، ولبنان، وسورية، وهو ما يمكن تسميته بالتطويق المتبادل بين "إسرائيل" وإيران.

هل يمكن القول إن أذربيجان شريك صامت في قتل الغزيين؟

وذكر الخبير العسكري الروسان أن الصناعات الجوية الإسرائيلية والهيئات الأمنية في أذربيجان تربطها تحالفات عميقة وطويلة الأمد، وذلك على خلفية سلسلة صفقات الأسلحة التي أبرمت بينها في الماضي، حيث تم بيعها بوساطة وزارة الدفاع الإسرائيلية، بما يشمل صفقات بيع نظام الدفاع الجوي "باراك 8″، والأقمار الصناعية الاستخباراتية التي تستخدمها قوات الأمن الأذربيجانية، على الجانب الآخر،  اشترى الأذريون أيضًا صواريخ أرض - أرض متقدمة من طراز "لورا" من الصناعات الجوية الإسرائيلية، حيث استخدم الجيش الأذربيجاني هذه الصواريخ خلال جولاته القتالية في إقليم ناغورني قره باغ.

وأردف أن هنالك تنافسًا بين الشركات الأمنية الإسرائيلية على تقديم خدمات لحماية حدود أذريبيجان وهو ما يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية، وذلك على خلفية التوترات المتزايدة تجاه إيران وبالتالي غزة، متحدثًا عن شبهات حول مقتل الرئيس ابراهيم رئيسي، ووزير الخارجية عبد الله اللهيان من قبل اسرائيل بالتعاون مع أذربيجان، ما يعني أن التعاون الدائر بينهما يأتي لمشاغلة أعداء اسرائيل من أراضي أذربيجان.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير