ما هي حدود التصعيد بين إسرائيل وحزب الله؟
الدكتور يزن دخل الله حدادين
التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، هل هو تمهيد للتسوية أم للأسوأ؟ يُظهر واقع الحال من هذا التصعيد أن إسرائيل وحزب الله لا يقرآن بعضهما بشكل جيد.
في الآونة الأخيرة سجلت إسرائيل نقاط تصب في كسب سيكولوجيا الجماهير الإسرائيلية وخصوصاً اتجاه المؤسسة العسكرية التي فقدت جزء كبير من ثقتها بعد هجوم السابع من أكتوبر الماضي "عملية طوفان الأقصى". وبعد أشهر من التهديدات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل انتقلت المواجهات إلى حرب نفسية بامتياز. ومن ظاهر الأمور أنه من المستبعد اندلاع حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل، حيث أن فتح جبهة حرب على الجنوب اللبناني يحتاج دعماً أميركياً، ولا تبدو أميركيا راغبة في ذلك بسبب قرب الانتخابات الرئاسية فيها والقلق الأميركي من فقدان السيطرة على الوضع. بالتالي وبأقل تقدير يظهر أن أمريكيا ترغب في إبقاء المواجهات كما هي الآن دون أن تتوسّع أكثر، وذلك بهدف تمرير استحقاق الانتخابات الرئاسية.
بالتالي قد ينحصر التراشق العدواني بهجوم جوي محصور في الجبهة الشمالية ومواجهة برية محدودة ضمن منطقة معينة، ولكن من دون الانزلاق إلى حرب شاملة وستستمر إسرائيل بقصف البلدات الجنوبية اللبنانية رداً على إطلاق حزب الله لصواريخ وقذائف مضادة للدروع وطائرات مسيرة نحو المواقع والبلدات الإسرائيلية الشمالية. فمنذ البداية، أظهر التصعيد مدى سوء الفهم بين إسرائيل وحزب الله، وكلاهما أخطأ في الحسابات، مما أدى إلى تعميق الهوة بينهما. وفي قراءة للأهداف الإسرائيلية فإنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية يحاول عبر التصعيد ضد حزب الله تحقيق نصر وهمي خاصة أنّه مأزوم في الجبهة الداخلة عدا عن الضغوطات الدولية لوقف العدوان على غزة. ومن وجهة نظر أخرى ربما يكون هذا التصعيد أداة تفاوضية يريد نتنياهو عبرها الضغط على المقاومة في إطار صفقة الأسرى