الجيوبولتيك واختلاف المعايير الدولية في حقوق الانسان

{title}
أخبار الأردن -

  بقلم الباحث  سالم محمود الكورة - عضو اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين
 

ان الجيوبولتيك مصطلح أصله يوناني وهو علم اختص بدراسة تأثير الجغرافيا على السياسة اي المعادلة تقوم على السياسة والارض وقد تعددت الرؤى والمفاهيم وتم الربط من خلال هذا العلم بالجغرافيا الدولية اي اعتبار عنصر الجغرافيا يلعب دورا كبيرا في نهج الدولة السياسي الذي تقوم على أساس الدولةضمن معايير واسس دولية يتم العمل من خلالها.


فمن خلال القراءات والتحليل نجد بأن بعض  الدول قد اتخذت منهجها البرغماتي لتحقيق مصالحها بغض النظر عن الأدوات الأخرى وخاصة الدول الكبرى وعلى سبيل المثال الولايات المتحدة الأمريكية مطبقين المذهب البرغماتي على ارض الواقع من اجل المصلحة فهي جانب رئيس في الاهداف المبتغي تحقيقها من قبل صانع القرار .


لقد تعددت الاهداف والسياسات وخاصة  لدى الدول الكبرى من اجل المصلحة بغض النظر عن الاستراتيجيات الاخرى فتم الربط السياسي  في جغرافيا المكان فمثلا امريكا الدولة العلمى ذات المساحة  الكبيرة الشاسعة ينظر الساسة والمفكرين بأنها استمدت قوتها السياسية الدولية من جغرافيتها المميزه ذات الطابع الاستراتيجي الدولي . اجد في الجيوبوليتيك او الجيوسياسيه لها دور كبير في تقارب الأمم والشعوب فوحدت الدول وقربتها من بعض ،كالدول الأوروبية على سبيل المثال فاصبحت جغرافيا المكان لها الدور الاكبر في التقارب فتجد التقارب الديني والعرقي والإيديولوجي،والسياسي احيانا فمن خلال هذا تقارب تم العمل على إنشاء احلاف عسكريه مثل حلف الناتو واتحادات دولية كالاتحاد الأوروبي.


ان الحرب الروسية على أوكرانيا كانت شاهدا على التقارب الأوروبي من دولة أوكرانيا فعملت دول الاتحاد الأوروبي وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية على دعم أوكرانيا بالاسلحة بشتى أنواعها واصنافها المتطورة وايضا دخول بعض المتطوعين من بعض الدول الأوروبية للقتال جنبا الى جنب مع الجيش الاوكراني  ايضا .


ان هذا تقارب الجيو سياسي الدولي عمل على إبرام اتفاقيات الدفاع العسكري المشترك مما عزز ومنح هذه الدول القوه والمكانة الدولية.   
وخير شاهدا هنا تصريح رئيس الوزراء البلغاري بأن اللاجئين الاوكرانين هم أوروبيين وليسوا كباقي اللاجئين فهم على علم ومعرفة للاسف

 الشديد وكان اللاجئين القادمين من الشرق الاوسط وافريقيا ليسوا من بني البشر ، نلمس هنا في هذا التصريح بازدواجية المعايير في التعامل مع حقوق الإنسان والعنصرية في الطرح فهل اللاجيء الاوروبي يختلف عن اللاجيء العربي وهل اللاجيء الافريقي القادم من السودان يختلف

 عن اللاجي ء الاوروبي ايضا نتسائل هنا ماذا يجري على الساحة الدولية من صور مغايرة للواقع المؤلم  فأين المواثيق الدوليه التي تنادي في حقوق الإنسان بغض النظر عن العرق والدين و اللون للاسف الشديد ما يجري على ساحتنا العربيه واخص بالذكر حرب الاباده الجماعيه التي تتعرض

 لها مدينة غزة اليوم  من قبل الكيان الاسرائيلي من قتل وتدمير فلم ترحم البشر ولم ترحم الشجر ولم ترحم الحجر حرب اباديه بأمتياز تسجل في سجل الجرائم الدولية فأين القانون الدولي واين منظمة حقوق الانسان واين محكمة العدل الدولية واين القيم والمباديء التي تنادي بها

المنظمات الانسانية الدولية ، للاسف الشديد عند إسرائيل تغلق جميع الملفات فيصبح القانون الدولي الخاص بحقوق الانسان حبر على ورق .
فكم اتمنى على شرقنا الاوسطي بالتقارب الجيوسياسي علما بان روابطنا اقوى بكثير من روابط الدول الاخرى والعناصر المشتركة بيننا قريبة جدا

كاللغة والدين على سبيل المثال لنكون اقوى ونكون سد منيع يحسب له العدو مليون حساب ، فما زلنا نعاني ماساة غزة واهلها الصامدين

ونشاركهم اوجاعهم واحزانهم  .حمى الله الاردن حكومة وقيادة وشعبا وفي.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير