حين تهرم الامبراطوريات!

{title}
أخبار الأردن -
  أحمد سلامة

ليست امريكا هي الاستثناء حين حشرت قدرها بين (رئيس صاحب ارادة لكن جسده خذله).. ومرشح يهدد بالعودة وخطاب تدشينه للترشيح من هول غطرسته جاء كانه خطاب تنصيب، هذا المرشح بنصف اذن، وربع اسرة، ونصف سمعة اكل النصف الاخر المحاكم والتهم المخجلة..

وبين احتمال تنحي (الختيار) الذي حيا (طربيزة) في البيت الابيض بدل ضيفه واحتمال بقائه يكمن الحال الراهن الامريكي!!

انا شخصيا لست بالمبتهج للحال الامريكي المذل لعظمتها لوضع مرشحيها الاثنين، ولست بالحزين… فقط ادنو من محاولة تسجيل حالة في التاريخ ليست بالجديدة على الامبراطوريات حين تبدأ في الهبوط!! وأول ما يجف ويذوي هو صورة الدولة!!

قبل ان ابدأ الحديث عن الامريكان، سمعت همهمات هنا وهناك وعلى لسان حكماء وخبراء في السياسة الامريكة يحذرون من مغبة عودة (المرشح المطخوخ) للبيت الابيض، وكاننا على قدر مع خطر ايابه!!

من يحكي عن الوطن البديل ساذج حد الرثاء، ومن يتقول في صفقة القرن، لا يعي الحال الجديد في الشرق الاوسط نحن في الاردن لسنا فعلا معنيين بالاثنين بل هم المعنيون بارضائنا !!!

اذ بعد السابع من اكتوبر لم يبق سوى حشرجات اكاذيب يهودية وغطرسات على التلفزيون لـ نتنياهو وعصابته..

ثمة مسيرة فردت استباحتها فوق راس يهود في تل ابيب جاءت من اليمن… واضحى كل مشروع الكيان بعد ان مسخت اكاذيبه (احدى التنظيمات المتواضعة في غزة / حماس) وغزة اصغر من مادبا وقوة حماس اقل من لواء في جيشنا العربي وناسنا (انسى مجموعة الواقفين على باب السفارات والذين ربطوا مصيرهم وهم ليسوا اكثر من مئات) بمصائر الغرب المصلحي!

ان ناسنا جميعا (وبتجاوز سماجات المقسمين وقباحات المشككين) وكلاهما لم يعرف لا الاردن ولا الاردنيين (اردنيو الرسالة) هؤلاء الناس لن يقدر عليهم احد ان جد الجد!!.

اقترب من الكتابة عن الحال الامريكي من دون الدخول الى تفاصيل (اصوات ميتشيغان، وكاليفورنيا، واريزونا) تلك قصص وحكايا كانت تهمني قبل ان تخرج (عصابة الكيان الاحمق) من معادلة الشرق الاوسط كصانعة لقدره!!

لكن الشرق الاوسط بعد السابع من اكتوبر قد تعرى واضحت كل قسماته الداخلية معروضة في السوق، وما يهمني القول هنا انني اود تطمين من يهددنا بعودة (المطخوخ) للبيت الابيض سواء كان المهدد منا او من وزراء يهود او من المطخوخ ذاته.. فان ردي هو ان الامم الحية هي التي تمتلك خياراتها

إن الاردن يدفع ابهظ الاثمان لتحالفه مع الولايات المتحدة، وان اي شيء يزعجنا من الحليف فان عليه ان يتذكر، ان البدائل لدينا توجعه اكثر مما تضرنا وكفى!!

لا تخرعوننا بالوطن البديل، ولا بالتهجير القسري ولا بحل على حساب الاردن

نحن لا نسحب من رصيد احد ولن نسمح ان يتدخل احد في حساباتنا، وكما فاجأنا الحليف في تحالفنا مع عبد الناصر، وكنا قررنا ذاك في الوقوف مع الحل العربي، وكذلك قررنا من وحي مصلحتنا الوطنية التوقيع على معاهدة للسلام بيننا وبين اسحق رابين المؤمن بالسلام فاننا قادرون ابدا ان اريد لاحد ان يهدم المعبد فنحن لا نأبه كثيرا لتغيير مكان الصلاة!

امريكا اليوم تحزن المحب وتشفي غليل الشامت الكاره!! وكارهوها بالعالم اكثر من محبيها ولست بالمبالغ او المجافي للحقائق حين اقول ان تورطها في التحالف العضوي مع مشروع (الهنغر اليهودي) واعتباره خندقا لها متقدم في المنطقة قد جلب عليها اسوأ النتائج واسهم بخلق انطباع عنها سلبي وغير محترم

وقف ليونيد بريجنيف، اقوى شخص في العالم وقتذاك على حافة الكون واطل من موسكو في صيف عام ١٩٨٠ م مفتتحا الالعاب الاولمبية بمقاطعة العالم الحر بزعامة امريكا احتجاجا على غزو افغانستان، وحين بدأ (الميشا) شعار الدورة بدرف الدمع جن العالم كله من مهارة السوفيات العظيمة.

لم يكن بريجنيف بقادر عن التعبير لهذا الابهار السوفياتي الخرافي!! واكتفى بتصفيق يشبه تصفيق (المطخوخ) في حفل اختياره مرشح الحزب الجمهوري.. كان تصفيقا بلا معنى ولا يعكس الروح السوفياتية المنضبطة!!

ومن بعد قيل ان بريجنيف كي يتمكن من الوقوف على هذه الحافة من الزمن قد ضخ العلم السري السوفياتي ما لا يعلم لانه كان مثخنا بالامراض وباشر رحلة فقدان الذاكرة!!

وتنبهت اجهزة امريكا لذلك، ان قيادة موسكو (كتت) بالتعبير الدارج اي اوصلها الهرم الى حافة الشلل في صنع القرار وفورا… رتبت هذه الامبراطووية العجيبة التي قيمها في واد سحيق واداؤها ينز من رأس قمة جبل كله جنون ومخالفة لكل قيمها!! رتبت لاخراج جيمي كارتر الديموقراطي المتدين الخلوق واخلت البيت الابيض لممثل (تيرسو) خرف هو الاخر مثل المطخوخ اليوم، هو رونالد ريغان وعينت له مديرا سابقا لـ ال سي اي ايه نائبا كان هو الرئيس الفعلي ( بوش الاب ) وباشرت معركة انهاء الاتحاد السوفياتي عبر تآمر معركة (حرب النجوم) ، والحرب العراقية الايرانية.

وبدأ الاتحاد السوفياتي حين لم يتمكن من تجديد ذاته وقياداته عملية الهبوط حتى وصلت قراراته ليد مخمور اخرق عميل (بوريس يلتسين) الذي فكك اعتى امبراطورية في التاريخ كما تفكفك سريرا في غرفة نوم من غير ضجيج

وفي اذار من عام ١٩٨١م تم اطلاق رصاصات ست على ريغان (فركة اذن) فقط لتذكيره انه مجرد واجهة ليس اكثر واليوم تتكرر القصة لكن تطورت (الفركة) الى (قرصة) للاذن لان المرشح المطخوخ اكثر صلفا من ريغان الممثل!!

امريكا الان… تشبه الاتحاد السوفياتي عام ١٩٨٠م وروسيا والصين تشبهان امريكا ذلك العام لكن مع الفرق ان امريكا بسبب نظامها السياسي والاعلامي مفضوحة أكثر من موسكو بسبب صرامة اجهزة الاخيرة

لقد ادركت امريكا حالة من الترنح غير مسبوقة في تاريخ هذه الامة التي هي مجرد فكرة…

الان… وانا استمع ل جي دي فانس نائب المرشح (المطخوخ) دققت في ملامح الاخير كان مرهقا مثخنا وجهه يخلو من التعابير ويكابد حتى يتمكن من الوقوف وتذكرت دور جورج بوش الاب مع ممثل دعاية الصابون (ريغان)

اي ان الجمهوريين قد اعدوا عدتهم للاياب الى طموحهم (التربع على عرش البيت الابيض)!!… بالمقابل فإن ضجيج الحوار في الجانب (الديموقراطي) يؤكد من جديد عافية هذا الحزب حزب الاقليات واليهود والسود

هذا الحزب يقف إما على عتبة الانتحار ويخرج لـ عشرين سنة قادمة من حكم امريكا اول عصر هبوطها! او عتبة النهوض من جديد ان تمكنت (بيلوسي، واوباما، وها ريس) من كبح جماح الختيار الذي لم يبق منه سوى ارادة زوجته الثانية ورغبتها البقاء وان يدير ظهره ويمضي عله ان يحافظ على بعض شيء كريم له فان الخطوة الاولى في محاولة استعادة الزمام لدى الديموقراطين تكون قد بدأت
وان كانت الخطوة اللاحقة هي طرح سيدة قادرة مريدة قوية لعيبة مثل (ميشال اوباما) بديلا للختيار فإن مشوار سحق (المطخوخ ونائبه الذي تحدر من اسرة لم تشف من الادمان سوى قبل سنوات قليلات (الوالدة كانت مدمنة مخدرات)

ان الحزب الدموقراطي بقادر على تأجيل الانحدار والتداعي الامبراطوري حقبة اضافية فمشال اوباما او اي نظير لها ستحل عقدة اصوات العرب والمسلمين ويعاد رصهم في صف الديموقراطيين وكذلك فإن مواقف (الختيار ابو الطربيزة المخزية والمعيبة في مجزرة غزة) واسهامه غير الانساني فيها سوف يطوى ملفه…

ان وضع امريكا قد بلغ الدرك الاسفل وما لم ينجز الديموقراطيون معجزتهم فان حال الامريكان صعب جدا

كان الامس يوما مشرقا في حياة الشرق الاوسط فامريكا عطلتها مع اغلب حلفائها هجمة اليكترونية ضارية لم تبق ولا تذر ولم تبق من هيبتها سوى موقف مخز معيب حماية كيان اليهود من اربع مسيرات قدمت اليه من بعيد تمكن الامريكان اسقاط اربعة منها ونجت واحدة

لكن القادم اصعب !!

اختم.. ان وضعنا في الاردن الان باحسن احواله فبنكنا المركزي يحوي اعلى احتياط في تاريخنا ونحن في السياسة لدينا خياراتنا المفتوحة على كل شيء.. كل شيء.. وإن هددت مصالحنا فإن مصلحتنا وتحقيقها ستجد درب النجاة في البدائل وما أكثرها

نحن من صنع في الشرق الاوسط ديبلوماسية الغموض الايجابي، وتدوير الزوايا!!

نحتاج فقط الى ان بعض الاقلام الغبية التحريضية وبعض من يدعي العلم في امريكا الا يستمروا في تخريعنا وكاننا دولة من اماني واحلام

لا وطن للفلسطينيين بديلا عن وطنهم ومجزرة غزة برهنت لكل مريض وعميل وجاهل ان الفلسطيني يموت ولا يغادر ولا صفقة قرن على حسابنا فنحن سادة انفسنا جيشنا بعافيته ومرؤات شهدائه وعبقرية رسالته الهاشمية بقادر ان يفعل المعجزات وسترون ان جربنا وندعو الله الا يجربنا احد

ودولتنا مثل ناسها واضحة رؤياها ومحسومة خياراتها.. الاردن اولا هاشميا كان وسيبقى وعربيا جامعا مانعا شاء من شاء وابى من يابى
ووحدويا اردنيا متوحدا قادرا باذن الله وحمايته

هذا بلد الخير ولسنا معنيين ان كان المطخوخ او الختيار او سواهما يحكمان العالم هم وغيرهم بحاجة لنا..
تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير