إلى أحمد سلامة
أخبار الأردن -
د . بسام العموش
لا اشك انك يا احمد من أصحاب الأقلام المميزين وأنك بنفس الوقت مطلع كونك كنت قريبا" من أصحاب القرار. واعترف انك مقالتك الأخيرة عن "الامبراطوريات" كنت صاحب تأثير ايجابي فيما يتعلق بالأردن ومستقبله.
لكن اسمح لي أن نتحاور في الموضوع فأنا أنهيت الثانوية العامة في الفرع العلمي وكنت من عشاق الرياضيات والميكانيكا والتي علموننا فيها ان " المحصلة " هي الفرق بين "الجهدين" المتعاكسين.
كما أخبرك انني لا اتحامل على المعتزلة في ميلهم للعقل ولكن آخذ عليهم تحولهم من عقليين إلى عقلانيين.
الطرح الذي قدمته اخي احمد هو" الجهد الأول" الذي يؤكد ان الأردن بخير وانه أقوى مما يتصور اعداوه وكارهوه أو المنهزمون . ولكن دعني اقدم
"الجهد الثاني" لنصل الى المحصلة وهي الفرق بين الجهدين. الأردن بخير شيء جميل ونتمناه وندعو اليه، لكن في الأردن مديونية تتصاعد باستمرار وكلما جاءت حكومة وسعت لنا القبر عبر "خازوق" المديونية حتى وصلنا إلى افتخار صاحب دولة سابق بأنه اقترض ستة مليارات!!
والبطالة تتسع يا احمد، وجيوب الفقر لم تعد جيوبا "بل جيوشا"، وليس علينا أن نقيس على قلة قليلة تملك وتتبغدد وتحضر حفلا" بمئات الدنانير لواحد سكير او واحدة شبه عارية.
والمخدرات في قارعة الطريق نراها في العيون الناعسة والوجوه المهدلة والقوى المنهارة لشبابنا حيث مسلسل المخدرات الإيرانية مستمر عبر البوابة الشمالية والبوابة الشرقية! .
كل ذلك تقف أمامه إدارة ليست "حشو الكبة" بل يشغلها راغب في لقب دولة أو لقب معالي أو طامع بمجلس ادارة يجني من خلاله مرتبا" شهريا" بعشرات الالاف وكأننا نعيش على بحر نفط أو جبال ذهب .
هذه بعض مظاهر "الجهد الثاني" يا احمد وأترك لك حساب الفرق بين الجهدين.
المشترك بيننا اننا نحب الأردن ونريد له الخير ونفديه بأرواحنا لكننا لا نعيش في عالم المنطق ولا عالم العدالة بل نعيش افلام الكاوبوي وما غزة عنكم ببعيد وحال العراق ولبنان وسوريا واليمن والسودان واضح للعيان ، فهل اجراءاتنا وسياستنا وحكوماتنا تتناسب مع هذه المخاطر؟ الجواب منك مع التحية لشخصك الكريم.